الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
يعد دعاء الجماع من الآداب المهمة التي أرشدنا إليها الشرع الإسلامي، وهو مستحب وليس بواجب. فقد روى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لو أن أحدهم إذا أراد أن يأتي أهله قال: باسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا. فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبدًا".
هذا الدعاء يهدف إلى تحصين الزوجين من شر الشيطان، وطلب البركة في النسل. ويستحب أن يقوله الزوج قبل الجماع، كما يمكن للزوجة أن تقوله أيضًا. وقد بين العلماء أن هذا الدعاء يقال عند الجماع نفسه، وليس عند مجرد المداعبة.
ومن الآداب المهمة الأخرى التي يجب مراعاتها عند الجماع: التسمية عند البدء، والتحصن من أذى الشيطان بذكر الله، والتستر الكامل وصون العورة عن أعين الجن.
وفيما يتعلق بصلاة ركعتين قبل الجماع، فقد وردت بعض الأحاديث التي تشير إلى صلاة هاتين الركعتين في ليلة الزفاف، ولكن لا يوجد دليل على أن هذه الصلاة مستحبة أو واجبة في كل مرة من الجماع. ومع ذلك، فإن صلاة هاتين الركعتين في ليلة الزفاف أمر ثابت من فعل بعض السلف.
وفي الختام، ينبغي للمسلم الحرص على هذه الآداب والالتزام بها، طلبًا للبركة ودفعًا للإحراج في حالة الحيض أو غيرها من الأمور. والله أعلم.