حكم قراءة الأبراج: بين الحلال والحرام

التعليقات · 0 مشاهدات

إن قراءة الأبراج ومطالعتها والاعتقاد بصدقها مع ربطها بسعادة الشخص في حياته أو تعاسته يعدّ من الشرك بالله -تعالى-، وهو محرم شرعاً. ففي ذلك تعدٍّ بادِّع

إن قراءة الأبراج ومطالعتها والاعتقاد بصدقها مع ربطها بسعادة الشخص في حياته أو تعاسته يعدّ من الشرك بالله -تعالى-، وهو محرم شرعاً. ففي ذلك تعدٍّ بادِّعاء أن من يكتب هذه الأبراج يعلم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله -عزَّ وجلَّ-. يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من أتى عرافًا أو كاهنًا، يؤمنُ بما يقولُ؛ فقد كفر بما أُنزل على محمدٍ".

التصديق بذلك هو شرك عظيم، وهو من أعمال الدجّالين الكاذبين الذين يتلاعبون في عقول الناس لإفساد دينهم وأخذ أموالهم. وبالتالي، يحرم على المسلم قراءة الأبراج والإيمان بها ونشرها بين الناس. المؤمن الحقيقي يعتمد ويتوكل على الله -سبحانه وتعالى- في جميع أمور حياته، ومن يؤمن أن برجه هو المسؤول عن سعادته أو تعاسته فإن ذلك يقدح في توحيده.

أما قراءة الأبراج أو سماعها على برامج الإذاعة أو مطالعتها في أي مكان مع عدم التصديق بها، فهو محرم شرعًا حتى وإن كان ذلك من باب التسلية والفضول. ذلك لأن ذلك يعد مثل الذهاب إلى الكهنة والعرافين، إذ يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن أتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عن شيءٍ، لَمْ تُقْبَلْ له صَلاةٌ أرْبَعِينَ لَيْلَةً".

ومع ذلك، فإن من يقرأ الأبراج دون أن يعلم بحكم حرمتها شرعًا فلا إثم عليه؛ لأن الإثم يكون على من يفعل الذنب وهو عالم أنَّه حرام ولا يجوز. أما من فعله وهو جاهل غير مدرك لحكمه أو فعله بسبب الخطأ والنسيان فهذا لا إثم عليه، وهذا من رحمة الله -سبحانه وتعالى- بعباده، إذ يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ اللهَ -تعالى- وضع عن أُمَّتي الخطأَ والنسيانَ وما اسْتُكرِهوا عليه".

في الختام، قراءة الأبراج أو سماعها مع التصديق بها حرام شرعًا، بل يقدح في توحيد صاحبه؛ لأن ذلك فيه تكذيب لقول الله -تعالى- إنَّه لا يعلم الغيب إلا هو. أما قراءتها مع عدم التصديق بها فهو حرام ويجب على المسلم أن يحترس في هذه الأمور ويتقي الشبهات، فالحلال بيِّن والحرام بيِّن، والأمور كلها بيد الله -سبحانه وتعالى-، والمؤمن لا يخشى على نفسه إذا كان مؤمنًا أنَّ الله -تعالى- هو المدبّر لأمره.

التعليقات