السنة الهجرية، التي تعتمد على دورة القمر وتتكون من اثني عشر شهراً هجرياً، تتألف عادةً من 354 يوماً و8 ساعات و47 دقيقة تقريبًا. هذا يعادل تقريباً 12 شهرًا قمرياً، كل منها يحتوي على 29 أو 30 يومًا حسب موقع اكتمال القمر خلال الشهر الميلادي.
في الواقع، يمكن للتقويم الهجري أن يختلف قليلاً عن التقويم الغريغوري بسبب الفروقات بين الأيام القمرية والشمسية. بينما العام الشمسي يتكون من حوالي 365.24 يومًا، فإن العام الهجري أقصر بحوالي 10 إلى 11 يومًا لكل دورة كاملة مدتها ثلاثين عامًا. نتيجة لذلك، يحدث اختلاف بسيط ولكن منتظم بين التاريخين.
هذه الدقة في الحسابات تُظهر أهمية التقويم الإسلامي كجزء أساسي من العبادة والتاريخ الإسلاميين. يُستخدم تحديد بدء الأشهر والأعياد الإسلامية بناءً على الرؤية البصرية للقمر، وهو ما يعكس علاقة المسلمين الوثيقة بالسماء وعلم الفلك.
من المهم ملاحظة أن تطابق بداية السنة الهجرية مع السنوات الشمسية ليس ضرورياً دينياً؛ فالتقويم الهجري له غرض خاص يتمثل في تنظيم الاحتفالات الدينية والمناسبات الهامة الأخرى داخل المجتمع المسلم حول العالم. وبالتالي، حتى لو كانت هناك انحرافات طفيفة فيما يتعلق بعدد الأيام مقارنة بالسنوات الشمسية، فإن الهدف الأساسي للتقويم يبقى ثابتاً ومُعترف به بشكل واسع.