يُعرّف الإسلام المنافق بأنه الشخص الذي يظهر الإيمان ويبطن الكفر، ويخفي عقيدته الحقيقية. وقد حذّر الله سبحانه وتعالى المسلمين من هؤلاء الأشخاص وحذر نبيه محمد صلى الله عليه وسلم منهم أيضاً. فيما يلي بعض الصفات التي تميز المنافقين والتي ذكرتها الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة:
- الخيانة والتآمر: يؤكد القرآن الكريم أن المنافقين يكيدون للمؤمنين ويتآمروا عليهم سرا (النساء: 89). أما الرسول محمد صلى الله عليه وسلم فأوصى بالعدم الثقة بهم وقال "إن المنافق إذا حدث كذب وإذا عاهد غدر" (رواه البخاري ومسلم).
- التظاهر بالتقوى: يُظهِر المنافقونه التقوى والمظهر الديني لكن قلوبهم مليئة بالشكوك والكفر (البقرة: 8 - 10). يقول النبي الكريم أيضًا "المنافق ثلاثة.. ومن خاف وظن أنه سيُصيب فذلك منافق" (رواه مسلم).
- الكذب والخداع: يعد الكذب سمة رئيسية لدى المنافقين، سواءً كان ذلك بشأن إيمانهم الداخلي أو تصرفاتهم الخارجية. جاء في الحديث القدسي "إني حرمت الظلم على نفسي ..." ثم قال "... ولا يجوز ظليم أحدكم على أخيه إلا بما يستحق".
- النفاق الاجتماعي: قد يشكل المنافقون تهديدا اجتماعياً بسبب زرع الفتنة والشقاق بين أفراد المجتمع الإسلامي الواحد. يشير القرآن إلى هذا قائلا: "وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون" (البقرة: 14).
- ضعف العبادة والإخلاص: غالباً ما تكون أعمال العبادة لديهم شكلية وغير صادقة، فهم يقومون بها لتلبية حاجتهم الاجتماعية أكثر من كونها تعبيراً داخليا عن الولاء لله عز وجل. يدعم هذا المعنى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي يقول فيه:" ... فإنَّ أحبَكم إليِّ وأقرَبَكُم مجلساً يوم القيامة أحاسنكُم خلقا"، مما يوحي بأن الخلق الجيد والإرادة الصادقة هما مقاييس الحب والقرب عند الله تعالى.
- الحسد والبغضاء: يمكن إدراك وجود الحقد والحسد داخل قلب المنافق عندما ينظرون بسوء نحو الآخرين بينما يقيمون مظاهر الاحتفاء بمناطق ضعفهم علانية أمام الآخرين. وهذا الأمر يخالف قيمة الرحمة والمحبة التي دعا إليها الدين الإسلامي بشدة حسب قوله تعالى: "والذين آمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون." (البقرة :٢٧7) .
- العجز عن تحمل المسؤوليات: آخر صفاتهما هو عدم القدرة على اتخاذ قرارات جريئة ونكران الذات لصالح القضايا العامة للإسلام والنفس البشرية بشكل عام، بل يسعى دائماً لإرضاء رغبات نفسه الشخصية حتى لو كانت مخالفة لما أمر الله به. يقول ابن عباس رضي الله عنهما : "كان النفاق ثلاث خصال:: إذا ائتمن خان ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر".
هذه السمات تشرح طبيعة شخصية المنابقيون وفقا للتراث المقدس للسنة الإسلامية والقرآن الكريم، وهي تحث المؤمنين على اليقظة وعدم الانخداع بالمظاهر فقط لاتخاذ القرار حول صدقية الأفراد وحقيقة نيتهم تجاه دينه والتزامهم باتباع طريق الحق والخالق الأحد.