عند رغبة المرأة في أداء العمرة، هناك عدة شروط يجب مراعاتها لضمان صحة نسكها. أولاً، يجب أن تكون المرأة حرة، أي ليست مملوكة لأحد، لأن العبيد لا يصح منهم النسك. كما يجب أن تكون بالغة عاقلة، أي ليست طفلة أو مجنونة. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تكون المرأة طاهرة من الحيض والنفاس، حيث لا يجوز لها الإحرام إلا بعد الطهارة.
بعد التأكد من استيفاء هذه الشروط، يمكن للمرأة أن تغتسل للإحرام، كما فعلت أسماء بنت عميس عندما ولدت محمد بن أبي بكر في ذي الحليفة في حجة الوداع. ثم تلبس ثيابها، حيث يجوز لها أن تلبس ما شاءت من الثياب غير أنها لا تتبرج بزينة ولا تغطي وجهها بالنقاب ولا كفيها بالقفازين.
بعد ذلك، تهل بالنسك فتقول لبيك اللهم بعمرة، ثم تكثر من التلبية وذكر الله تعالى بعد تلبسها بالنسك. والأولى أن تلزم تلبية النبي صلى الله عليه وسلم: لبيك اللهم لبيك لبيك، لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك.
إذا كانت المرأة خائفة من عائق يعوقها عن إتمام النسك، فإنها تشترط فتقول: وإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني. وهذا ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم ضباعة بنت الزبير حين أرادت الحج وهي شاكية.
ثم تستمر المرأة في التلبية من الإحرام إلى أن تشرع في الطواف. عند دخول المسجد الحرام، تقدم قدمها اليمنى وتقول: بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك.
من المهم ملاحظة أنه إذا أحرمت المرأة للعمرة ثم طرأ عليها ما جعلها تؤجل فكرة العمرة، فلا حرج عليها في ذلك. يمكنها أن تتحلل من عمرتها وتعيد الإحرام لاحقًا. ومع ذلك، يجب عليها أن تتوب إلى الله عز وجل مما فعلت وأن تعلم أن محظورات الإحرام التي فعلتها في تلك الأيام معفو عنها لأنها كانت جاهلة بتحريم فسخ نية العمرة بعد عقدها.
في الختام، يجب على كل من أحرم بالعمرة والحج أن يتم نسكهما وإن كانا نفليْن؛ لقوله تعالى: "وأتموا الحج والعمرة لله". ومن نوى الإحرام وترك تتمة النسك لغير عذر شرعي وقع في المحظور.