في لحظات الفراق المؤلمة، يجد المسلم ملاذًا في الأدعية التي توجه إلى أخيه المتوفى طلبًا للرحمة والمغفرة. إن الأخوة الروحية خلال الحياة الدنيا مستمرة عبر الدعوات الصادقة عند وفاة أحد الأحباب. دعونا نستعرض بعض هذه الأدعية المستمدة من السنة النبوية الشريفة والتي يمكن للمسلمين الاسترشاد بها لتقديم خالص التعازي والتواصل مع أحبائهم الذين انتقلوا إلى دار الحق.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له". لذلك فإن الصلاة والاستغفار نيابةً عنهما تعتبر عملًا صالحًا مستمرًا حتى بعد انتقال روحهما. يُمكن للإنسان أن يدعو لوالده المتوفي بقوله: "اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس".
كما ورد أيضًا في الحديث القدسي الذي رواه الإمام البخاري، قال الله تعالى: "إن أول ما يقضى بين العباد يوم القيامة في الدماء". ومن ثم فهو موصى بدعاء الرحمة لكافة الأموات قائلاً: "اللهم اغفر لهم وارحمهم واعف عنهم وأكرم نزلهم ووسع مدخلتهم واغسل ذنوبهم بالأمطار واجعل الجنة مستقرا لهم".
بالإضافة إلى ذلك، يشجع الإسلام المسلمين على تقديم الصدقات والأعمال الخيرية كجزء من الأعمال المستمرة لصالح المتوفي. فعلى سبيل المثال، بناء مسجد باسم الفقيد أو التبرع لمشروع خيرٍ عام يحقق المنفعة العامة قد يفيد أيضا روح الشخص الراحل. يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "إذا مات ابن آدم انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: علم ينتفع به, صدقة جارية, أو ولد صالح يدعو له."
ختاماً، مهما كانت قوة روابط الأخوة الإنسانية، يبقى التواصل الروحي عبر الدعاء أهم وسيلة للتعبير عن المحبة والدعم أثناء محنتها وللراحة النفسية والحصول على المغفرة والثواب لنفسها ولموتاهم.