الحمد لله، لا فرق بين صلاة الفجر وصلاة الصبح، فكلاهما اسمان لصلاة واحدة وهي صلاة الفرض التي تؤدى في وقت الفجر. هذه الصلاة تتكون من ركعتين مفروضتين، يبدأ وقتها من طلوع الفجر الصادق إلى طلوع الشمس.

تسمى هذه الصلاة أيضًا بصلاة الصبح أو صلاة الفجر، وقد ورد في السنة النبوية إطلاق كلا الاسمين على هذه الصلاة. ففي الحديث الذي رواه مسلم (656)، قال عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ: "دَخَلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ الْمَسْجِدَ بَعْدَ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ فَقَعَدَ وَحْدَهُ فَقَعَدْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَمَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ)".

كما ورد في الحديث الذي رواه البخاري (556) ومسلم (608)، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أدرك أحدكم سجدة من صلاة العصر قبل أن تغرب الشمس فليتم صلاته، وإذا أدرك سجدة من صلاة الصبح قبل أن تطلع الشمس فليتم صلاته)".

وتسمية هذه الصلاة بصلاة الفجر وردت في أحاديث أخرى، مثل ما رواه مسلم (670) عن جابر بن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم "كان إذا صلى الفجر جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس حسنًا". وما رواه البخاري (891) ومسلم (880) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم "كان يقرأ في الجمعة في صلاة الفجر الم تَنْزِيلُ السَّجْدَةَ، وهل أتى على الإنسان حين من الدهر". وما رواه البخاري (555) ومسلم (632) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألونهم وهم أعلم بهم: كيف تركتم عباد الله؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون وأتيناكم وهم يصلون".

وبالنسبة لسنة الفجر