خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي، أم المؤمنين الكبرى وسيدة نساء العالمين في زمانها، هي زوجة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأم أولاده جميعاً، باستثناء إبراهيم عليه السلام الذي كانت أمه مارية القبطية رضي الله عنها. كانت خديجة امرأة حازمة جلدة شريفة غنية من أواسط قريش نسباً وأعظمهم شرفاً.
تزوجت خديجة قبل النبي ﷺ وهي بكر عتيق بن عائذ بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، ثم هلك عنها وتزوجها بعده أبو هالة النباش بن زرارة. ولدت خديجة لعتيق هند بنت عتيق، ولأبي هالة هند بنت أبي هالة وهالة بن أبي هالة، فهند بنت عتيق وهند وهالة ابنا أبي هالة كلهم أخوة أولاد النبي من خديجة.
كانت خديجة أول من آمن بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم وصدقه قبل كل أحد، وثبتت جأشه ومضت به إلى ابن عمها ورقة بن نوفل عندما جاءه جبريل أول مرة في غار حراء. وكانت عاقلة جليلة دينة مصونة من أهل الجنة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يثني عليها ويفضلها على سائر أمهات المؤمنين، ويبالغ في تعظيمها حتى قالت عائشة رضي الله عنها، ما غرت من امرأة ما غرت من خديجة من كثرة ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لها.
توفيت خديجة رضي الله عنها سنة عشر من النبوة قبل حادثة الإسراء والمعراج، قيل: كانت وفاتها في رمضان، ودفنت بالحجون بمكة عن خمس وستين سنة. وقد أمر الله عز وجل النبي صلى الله عليه وسلم: أن يبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب. رواه البخاري ومسلم.
لا يعرف لخديجة رضي الله عنها رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم، إلا أن من أهل العلم من ذكرها فيمن روى عن النبي صلى الله عليه وسلم. فقد ذكرها ابن حبان في "الثقات" (3/ 114) فيمن روى عنه صلى الله عليه وسلم، كما ذكرها ابن الجوزي أيضا في الرواة عنه صلى الله عليه وسلم في كتابه "تلقيح فهوم أهل الأثر" (ص: 258).