يعد يوم عرفة من أعظم الأيام في الإسلام، حيث يكثر فيه الدعاء والذكر، ويستحب للمسلم أن يعتني بالدعاء فيه بجد وإخلاص. فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، وفي الموطأ عن طلحة بن عبيد الله بن كريز أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة".
ومن الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا اليوم ما رواه الترمذي عن علي بن أبي طالب قال: "أكثر ما دعا به رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية عرفة في الموقف: اللهم لك الحمد كالذي نقول وخيرا مما نقول، اللهم لك صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي وإليك مآبي ولك رب تراثي، اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ووسوسة الصدر وشتات الأمر، اللهم إني أعوذ بك من شر ما يجئ به الريح".
كما يستحب للمسلم أن يكثر من التلبية رافعاً بها صوته، ومن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يأتي بهذه الأذكار كلها فتارة يهلل وتارة يكبر وتارة يسبح وتارة يقرأ القرآن وتارة يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وتارة يدعو وتارة يستغفر ويدعو مفرداً، وفي جماعة.
ومن الأدعية المختارة: "اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار"، "اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً كبيراً، وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني رحمة أسعد بها في الدارين وتب علي توبة نصوحاً لا أنكثها أبداً وألزمني سبيل الاستقامة لا أزيغ عنها أبداً"، "أللهم انقلني من ذل المعصية إلى عز الطاعة، واكفني بحلالك عن حرامك واغنني بفضلك عمن سواك".
وفي الحديث الشريف: "أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له"، زاد في حديث أبي هريرة: "له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير". وهذا يدل على فضل كلمة التوحيد، وأنها أفضل الأذكار على الإطلاق.
ويستحب للمسلم أن يستغل هذا اليوم العظيم بالعبادة والذكر والدعاء، ولذا استحب جمع من أهل العلم التعريف بالأمصار، أي لزوم المساجد تشبهاً بالحجاج، واغتناماً لفضل هذا اليوم.
وفي الختام، نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وأن يجعلنا من عتقائه يوم عرفة.