الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
صلاة الاستخارة هي سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهي وسيلة يستعين بها المسلم في اختيار أفضل الأمور في حياته. وقد روى جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم أصحابه الاستخارة في الأمور كلها، كما يعلمهم السورة من القرآن.
تتم صلاة الاستخارة بركعتين من غير الفريضة، كما جاء في الحديث الشريف: "إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك..." (رواه البخاري). يمكن أداء هذه الركعتين من النافلة، مثل السنن والرواتب، أو من قيام الليل، أو غيرهما.
بعد أداء الركعتين، يدعو المسلم بالدعاء المأثور: "اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم..." (رواه البخاري). يمكن للمسلم أن يدعو بهذا الدعاء قبل السلام من الركعتين أو بعده.
يجب أن تكون صلاة الاستخارة في وقت مباح، أي ليس بعد صلاة العصر إلى المغرب، ولا بعد صلاة الصبح إلى طلوع الشمس، ولا قبل الظهر مقدار ربع ساعة تقريباً.
يُذكر أن باب الدعاء واسع، ويمكن للمسلم أن يدعو بما يشاء من الأدعية الصحيحة، كما قال الله تعالى: "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ" (غافر:60).
وفي الختام، نسأل الله أن يوفقنا جميعاً لما فيه الخير والرشاد.