الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

تعد صلاة الاستخارة من السنن المؤكدة في الإسلام، وهي وسيلة يستعين بها المسلم على اختيار الأفضل والأرشد في أموره الحياتية المختلفة، بما فيها الزواج. وقد وردت أحاديث نبوية تشير إلى مشروعية صلاة الاستخارة في جميع الأمور، بما فيها الزواج.

روى البخاري عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا هم أحدكم بالأمر فليقل: اللهم إنك تعلم أني هممت بالأمر كذا وكذا، وإن كان لي فيه حاجة أو حاجة من حوائج الدنيا، فإن كان خيراً لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري -أو قال: في عاجل أمري وآجله- فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كان شراً لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري -أو قال: في عاجل أمري وآجله- فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به".

وفي حديث آخر رواه الإمام أحمد والحاكم عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اكتم الخطبة ثم توضأ وأحسن وضوءك ثم صل ما كتب الله لك ثم احمد ربك ومجده ثم قل: اللهم إنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب، فإن رأيت أن في فلانة -ويسميها باسمها- خيراً لي في ديني ودنياي وآخرتي فاقدرها لي، وإن كان غيرها خيراً لي منها في ديني ودنياي وآخرتي فاقدرها لي".

تُعتبر صلاة الاستخارة وسيلة لتفويض العبد أمره إلى الله سبحانه وتعالى، حيث يطلب المسلم من الله أن يختار له الأفضل والأرشد في أمره. وفي حالة الزواج، يمكن للمسلم أن يستخير الله في اختيار شريك الحياة المناسب، وذلك باتباع الخطوات التالية:

1. التوبة والاستغفار: قبل أداء صلاة الاستخارة، يجب على المسلم أن يتوب إلى الله من الذنوب والمعاصي، وأن يستغفره منها.

1. النية: ينوي المسلم أداء صلاة الاستخارة لله تعالى، طلباً للتوجيه والهداية في أمر الزواج.

1. الوضوء: يتوضأ المسلم وضوءاً كاملاً، كما لو كان سيصلي فرضاً.

1. الصلاة: يصلي المسلم ركعتين من غير الفريضة، يقرأ فيهما ما تيسر من القرآن الكريم، ثم يسلم.

1. الدعاء: بعد السلام من الصلاة، يدعو المسلم بما ورد في الأحاديث النبوية الشريفة، مثل دعاء جابر بن عبد الله رضي الله عنهما المذكور سابقاً.

1. التوكل على الله: بعد أداء صلاة الاستخارة والدعاء، يجب على المسلم أن يتوكل على الله وي