• صاحب المنشور: جمانة بن يوسف
  
  ملخص النقاش:
  مع تطور العالم الرقمي وتزايد اعتمادنا على التقنيات الحديثة، أصبح للتكنولوجيا تأثير كبير ولا يمكن إنكاره على مختلف جوانب الحياة - ومن ضمنها قطاع التعليم. هذا التحول التكنولوجي يوفر العديد من الفرص الجديدة والمبتكرة لتطوير العملية التعلمية، ولكنه أيضًا يجلب تحديات معينة تستوجب المعالجة والتكييف المناسبين.

**الفوائد والصعوبات الرئيسية**

* الفوائد:*

1. التعلم الذاتي: توفر التكنولوجيا أدوات تعليمية متعددة مثل الدورات عبر الإنترنت (MOOCs)، الفيديوهات التعليمية، والكتب الإلكترونية التي تسمح للطلاب بالتعلم عند الطلب وفي وقت فراغهم الخاص. هذه المرونة تعطى فرصة أكبر للطلاب للاستفادة القصوى من الوقت وتحقيق تقدم شخصي بناءً على سرعة تعلم كل فرد منهم.

1. تسهيل الوصول إلى المعلومات: مع وجود محركات البحث القوية والبنية الأساسية عبر الإنترنيت، يستطيع الطلاب الآن الحصول بسرعة كبيرة على كمٍ هائل من البيانات والمعرفة المتعمقة حول أي موضوع مهما كان تخصصه أو درجة تخصصيته. كما تتيح الشبكات الاجتماعية تبادل الأفكار والخبرات بين العلماء والأكاديميين مما يعزز ثقافة الابتكار والإبداع الجماعي.

1. تحسين الألعاب التعليمية: استخدمت تقنيات الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) لجعل عملية التعلم أكثر جاذبية وإثارة للاهتمام خاصة بالنسبة للأطفال والشباب الذين يشعرون غالبًا بأن المواد الدراسية التقليدية ممله ومملة لهم. حيث يتم استخدام تلك الوسائل لإضفاء بيئة ثلاثية الأبعاد حيوية تخلق تجارب واقعية وغامرة تساعد بتكوين ذكريات قوية وطويلة المدى داخل عقول الناشئين.

* الصعوبات:*

1. الإدمان وتعاطي وسائل التواصل الاجتماعي: قد يتسبب الاعتماد الزائد على الأجهزة الذكية وأجهزة الكمبيوتر في انجراف انتباه الطلاب بعيدا عن المهمة المطروحة امامهم وضياع التركيز أثناء جلسات التدريس الرسمية وهذا بالتالي يؤثر سلباً على مستويات تحصيل المعرفة لديهم وقد ينتج عنه عادات غير صحية كالعزلة وعدم القدرة على التعامل المجتمعي بطرق فعالة.

1. الفقر الرقمي وقصور القدرات: بالإضافة للمساوئ الاقتصادية المرتبطة بالحصول على الاتصال المستمر بالإنترنت وبأسعار مناسبة لكل افراد المجتمع ، فإن هناك أيضا مشكلات تتعلق بمستوى المهارات الرقمية لدى بعض أفراد مجتمعنا والتي قد تحول دون الاستفادة الكاملة من الإمكانات الهائلة المتاحة حالياً . ولذا وجب العمل بقوة لحمل حملات تثقيف رقمي شاملة لكافة شرائح العموم حتى نضمن مشاركة الجميع بإيجابيتها وإنتاجيتها كاملة بلا نقصان .

1. الأمن السيبراني والحماية الشخصية: رغم كون عالم الانترنت واسعا ومتاحا أمام الجميع إلا انه ليس دائما آمنا تمام الأمن؛ إذ يكمن الكثير والكثير خلف ستار الظلام وهو خطر الاختراق والسabotage الذي بات أكثر شيوعا مؤخراً ويؤدي إلي هدر موارد ضخمة سواء كانت ماديه أم سمعه أو حتى بيانات خاصه حساسة للغاية! لذلك فانه اصبح ضروريا وضع قوانين وشروط اكثر تشديدا فيما خص حماية خصوصيتنا الرقمية وكشف الحالات المشبوهة قبل تفاقم آثارها الضارة بنا جميعا...

خاتمة :

في المحصلة النهائية ، اذا تم إدارة الجانبين المحتملان لهذا السياق الواسع بصورة جيدة واستراتيجيه مدروسة ، فان ثمار ثوره تكنولوجات المعلومه سوف تساهم بنمو جيل جديد طليعي قادر علي مواجهة عصره بكفايه وتمكين معرفي عميق ... ولكن بشرط ان تتم الموازنة مثلا بين الحقوق المكتسبة حديثاً للحاق بركب الثوره ومسؤوليات احترام حقوق الغير والتي تصنف تحت مظلة الأخلاق الإنسانية الأصيله !