- صاحب المنشور: نبيل الرفاعي
ملخص النقاش:
مع تطور التكنولوجيا وتزايد استخدامها بين الشباب، أصبح تأثير وسائل التواصل الاجتماعي واضحاً ومتعدد الأوجه. هذه الدراسة تحاول استكشاف الآثار المحتملة لوسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للمراهقين.
في السنوات الأخيرة، أصبحت الهواتف الذكية والإنترنت جزءًا لا يتجزأ من حياة اليومية لملايين المراهقين حول العالم. هذا الاتصال المستمر عبر الإنترنت يفتح أبواب الفرص للتعلم والتواصل والتواصل مع الثقافات الأخرى، ولكنه أيضًا قد يؤدي إلى زيادة الضغط النفسي والإجهاد العاطفي لدى بعض المستخدمين.
القلق الاجتماعي والعزلة
أظهرت العديد من الدراسات أن الاستخدام المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يساهم في الشعور بالقلق الاجتماعي. الشكل المثالي الذي يتم تقديمه على المنصات الرقمية غالبًا ما يعكس واقع غير حقيقي للأشخاص الآخرين مما قد يؤدي للشعور بالنقص أو عدم الكفاءة عند المقارنة الذاتية. بالإضافة إلى ذلك، فإن العلاقات الافتراضية التي توفرها هذه الوسائل قد تخلق حاجزًا افتراضيًا يساعد في تجنب المواجهة الحقيقية للعلاقات الاجتماعية، وبالتالي تتسبب بالعزلة الاجتماعية.
النوم والرفاهية الصحية
التعرض الدائم للإعلام الإلكتروني قبل النوم يمكن أن يؤثر بشكل سلبي على جودة النوم وقدرته على التعافي الجسدي والعقلي خلال الليل. الضوء الأزرق المنبعث من شاشات الهاتف المحمول والأجهزة الأخرى يمنع إنتاج هرمون الميلاتونين المسؤول عن تنظيم دورة النوم والاستيقاظ. كما يمكن أن يؤدي الإدمان على وسائل الإعلام الرقمية إلى تقليل الوقت المتاح لأنشطة أخرى تعتبر ضرورية لصحة جيدة مثل الرياضة والقراءة والمشاركة المجتمعية الفعلية وغيرها الكثير.
الحلول المطروحة:
لتخفيف هذه التأثيرات، يُشدد الخبراء على أهمية وضع حدود واضحة لاستخدام الإنترنت خاصة أثناء الليل وأوقات الراحة. تشمل الاقتراحات العملية الحد من الوقت المستغرق أمام الشاشة يوميًا، اختيار محتوى مفيد ومحفز مثل الأخبار المفيدة والبرامج الوثائقية التعليمية واستبدال وقت التفاعل السلبي بنشاط اجتماعي مباشر أو رياضي منتظم. بالإضافة لذلك، فإن وجود نظام دعم قوي داخل الأسرة والمدرسة مهم جدًا لتقديم توجيه صحيح وتعليم ذو مغزى بشأن استخدام الوسائط الحديثة بطريقة صحية وفعالة.
وفي نهاية الأمر، ينبغي النظر إلى تأثيرات الإنترنت كموضوع قابل للتطبيق وليس مجرد مشكلة تحتاج لحلول شاملة طويلة المدى تتضمن تغيير ثقافة الاستخدام والوعي العام بأهميتها كجزء حيوي ولكن متكامل للحياة الحالية ولا ينبغي لها التحكم بها بل التحكم فيه كسلعة تحت تصرف الإنسان بمختلف فئات العمر والجنس والحالة الاقتصادية.