- صاحب المنشور: الفقيه أبو محمد
ملخص النقاش:
تشكل نقاشات هؤلاء الأفراد حول دور العامة في اختيار المفتيين صورة واضحة ومتعددة الأوجه لهذا الموضوع الحيوي. تبدأ المناقشة بإشارة كارام\_متاز\_839 إلى ضرورة بناء هذا الاختيار على معرفة وفهم عميقين للإسلام، مؤكدًا على المسؤولية الثقيلة المرتبطة بدور المفتي كمصدر توجيه وروحي لأعضائ المجتمع.
يتابع عروسي البناني هذه النقطة، لكنه يدعو أيضاً إلى مراعاة عوامل أخرى غير المعرفية عند تحديد الشخص الأنسب لهذه المنصبة الرفيعة. فهو يشير بصفته القائد الروحي وأثر تأثيره المحتمل في الجمهور، ويذكر أهمية أخلاقه، قدرته الكلامية، وأساليب تعاطيه مع قضايا اللحظة التاريخية.
من جهته، عثمان البنغلاديشي، يقاسم رؤية زملائه بشأن الواجب الواجب التحقق من تأهيليه الخلفية الدينية لدى المرء قبل الحكم عليه مناسباً لدوره الجديد هذا؛ إلا أنه يستدرك فتضيف بأنه لن يكفي ذات يوم اطلاعه غزير بالعلم ان لم يكن قادراً ايضا علي ربط تلك المعلومات مباشرة بتطبيق واقعي لحالات واقعية وهو امر يتطلب امكاناته وقدراته الخاصة أيضا.
وفي طي ردّه الاخير ، يحاول احسان القروي تحقيق توازن بين طرفي الجدال. وفي حين انه يؤيد الحقائق الاساسية للأمر وهي اولوية الاعتماد عليها كأساس لاتخاذ القرارات المصيرية ، الا انه شدد على حاجتنا لاستخدام كل الوسائل اللازمة لمساعدة الاخرين بفهمه الانساني والعاطافي اكثر مما يفسرونه بالنظر الي دراساتهم العليا في مجال تخصصهم . إن جوهر حججه كامنة خلف البيان العملي لحقيقة بسيطة للغاية مفادها : "بدون اساس صحيح للمعرفة الشرعية تبقى كافة مزايا شخصية فرد واحد عديمة جدوى".
وهكذا فان الغرض الأساس لمثل هذه المحادثات يحدث بالفعل داخل دائرتها الصغيرة ؛ إذ ينتج عنها توصيف واضح للاعتبارات الرئيسية المطروحة أثناء اتخاذ مصيري كهذا فيما يتعلق بخدمات رجال الدين الرسمية ضمن العديد منها.