- صاحب المنشور: رندة بن الماحي
ملخص النقاش:
في ظل التحولات الرقمية المتسارعة وتغيرات الاقتصاد العالمي، تواجه المؤسسات التعليمية تحديات غير مسبوقة فيما يتعلق ببناء الثقة مع الطلاب. هذه الأزمة ليست مجرد انعكاس لعدم الرضا عن الجودة الأكاديمية فحسب، بل هي أيضاً انعكاس لحاجة الطلاب إلى الدعم النفسي الاجتماعي والمهني الذي قد لا تستطيع بعض الجامعات تقديمها بكفاءة. تتعدد جوانب هذا القلق؛ حيث يشعر العديد من الطلاب بأنهم يستثمرون الكثير من الوقت والجهد والمال بدون ضمان عائد مناسب على الاستثمار.
العوامل المساهمة في أزمة الثقة
- التوقعات النفسية: كثيرًا ما تربط الأسرة والأصدقاء نجاح الحياة الوظيفية بالشهادات العلمية، مما يخلق ضغطاً نفسياً هائلاً للطلاب لإنجاز متطلبات الدراسة وتحقيق درجات عالية. ولكن، الواقع العملي يوضح أن المهارات العملية والقدرة على التأقلم والتكيف هما أكثر عوامل النجاح أهمية.
- الجودة الأكاديمية: رغم وجود جامعات ذات سمعة ممتازة، إلا أنه توجد أيضًا مؤسسات تعليمية أقل جودة أو تُركز بشدة على الجانب التجاري أكثر من التركيز على التطوير الفكري والعلمي للطالب. ولذلك فإن عدم رؤية قيمة واضحة لما يتم تعلمونه يمكن أن يؤدي إلى شعور الطلاب بالإحباط وفقدان الثقة بالمؤسسة التي اختاروها.
- الدعم الاجتماعي والصحي: البيئة الجامعية غالبًا ما تكون مليئة بالتجارب الجديدة والصعبة بالنسبة للشباب الذين يكافحون لتكوين هويات شخصية مستقلة بينما يحاولون موازنة دراستهم وممارساتهم الاجتماعية وعلاقاتهم الشخصية. عندما لا تقدم الجامعة خدمات كافية لدعم الصحة النفسية أو وجود مجتمع طلابي فعال، فقد يشعر الطلاب بالعزلة وعدم القدرة على تحقيق التوازن في حياتهم اليومية.
- تدريب الخريجين: أحد أكبر نقاط نقاش حول الثقة بين الطلاب والمؤسسات التعليمية يدور حول مدى فعالية البرامج التدريبية المقدمة بعد انتهاء الشهادات الأكاديمية. إذا لم يكن هناك برنامج حقيقي للتوجيه الوظيفي ولم يفهم الطلاب كيف ستمكن شهادتهم منهم من دخول سوق العمل، فقد ينتهي بهم الأمر بإحساس بخيبة الأمل وخسران ثقتِهم بالجامعة التي درسوا بها.
حلول محتملة لاستعادة الثقة
لتجاوز هذه المحنة واستعادة الثقة المتبادلة بين المؤسسات التعليمية والطلاب، يجب النظر في الحلول التالية:
- تنمية الشعور بالقيم الذاتية: تشجيع المواهب الشخصية والعمل المجتمعي داخل الكليات الجامعية يساهم في بناء شبكة دعم مؤثر لدى الطلاب ويساعد في خلق جو صحّي يساعد على استقرار مستويات الضغوط عليهم خلال رحلة التعليم العالي الخاصة بهم.
- إصلاح مؤشرات الجودة الأكاديمية: باستخدام مقاييس جديدة مثل "نسبة توظيف الخريجين" كمقياس مهم للجدارة بدلا من التركيز فقط على المعدلات التقليدية للمعدل العام للمدرسة/الكلية نفسها كما تفعل وكالات التصنيف الحاليّة حالياََ .إن زيادة شفافية البيانات المتاحة أمام الجمهور بشأن أداء المدارس المختلفة سيخلق بيئة تنافسية تحفّز كل جامعة لتحسين مستوى الخدمات التي تقدّمها مباشرة وبشكل مباشر لصالح الطالب نفسه وليس لأهداف أخرى بعيدة المدى وغير مباشرة لهؤلاء الأفراد الصغار السن حينما يختارون وجهتهم الأكاديميّة سواء كان ذلك خيارا أم قرارا راسخاً عند اتخاذ الخطوة الأولى نحو بداية مشوار العمر الجديد من جديد!
- دمج الخدمات الصحية والنفسية ضمن البرامج التعليمية: بتقديم خدمات استشارية مجانية أو مدعومة عبر الإنترنت بالإضافة لعناوين الاتصال بأخصائي