- صاحب المنشور: السوسي الصديقي
ملخص النقاش:في ظل الثورة الرقمية التي يشهدها العالم اليوم، يُعَدُّ الذكاء الاصطناعي أحد أهم العناصر المحركة للتغيرات الجذرية في مختلف القطاعات. وقد ظهر هذا الاتجاه جليًا في المنطقة العربية حيث بدأ العديد من الشركات والمؤسسات اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي لتبسيط العمليات وتحسين الكفاءة. إلا أنه مقابل هذه الفوائد المحتملة, هناك مخاوف حقيقية بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل.
من ناحية, يرى البعض أن الذكاء الاصطناعي سيخلق فرص عمل جديدة لم تكن موجودة من قبل. فعلى سبيل المثال، مع تزايد الطلب على حلول البرمجة المتقدمة والتطبيقات القائمة على الذكاء الاصطناعي، ستنشأ وظائف جديدة مثل مهندسي التعلم الآلي ومحللي البيانات الضخمة. بالإضافة إلى ذلك, قد يؤدي استخدام الروبوتات والأتمتة المدعومة بالذكاء الاصطناعي إلى تحرير البشر من الأعمال غير المثمرة ومنحهم الفرصة لتوجيه طاقتهم نحو مهارات أكثر تعقيدا وتخصصا.
الجانب السلبي
مع ذلك, فإن الجانب الآخر لهذه الصورة مثير للقلق أيضاً. فالأعمال التقليدية ذات المهارات الدنيا معرضة بشدة للاستبدال بالأجهزة الأوتوماتيكية. وهذا يمكن أن يؤدي إلى زيادة البطالة بين الأفراد الذين يعملون حالياً في مجالات متواضعة الدخل والتي غالبًا ما تعتمد على الroutines البسيطة. وفي المناطق التي تشهد بالفعل مستويات عالية من الفقر وعدم المساواة, يمكن أن تكون عواقب فقدان الوظيفة كارثية.
كما تتطلب المواهب اللازمة لتصميم وصيانة أنظمة الذكاء الاصطناعي مستوى عالٍ ومتزايد باستمرار من التعليم والتدريب. إذا لم يتمكن المجتمع ككل من اللحاق بهذا المعدل السريع للتحول التكنولوجي, فسيكون هناك خطر ترك جزء كبير من السكان خلف الركب وبالتالي الحرمان اقتصاديًا واجتماعيًا.
الإستراتيجيات المقترحة للتعامل مع التأثيرات
لتفادي أو تخفيف بعض تأثيرات الذكاء الاصطناعي على سوق العمل العربي, إليكم عدة استراتيجيات محتملة:
- برامج التدريب والتأهيل: تقديم برامج تدريبية متنوعة تلبي الاحتياجات الجديدة لسوق العمل الآخذ في التحول بسبب الذكاء الاصطناعي.
- تشجيع ريادة الأعمال: دعم رواد الأعمال والشركات الناشئة العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي لتحفيز خلق المزيد من الفرص.
- صياغة سياسات عمالية رشيدة: وضع قوانين وأنظمة تحدد حقوق العمال فيما يتعلق بأماكن عملهم وكيفية انتقالهم إليها خلال فترات الانتقال الصعبة المرتبطة بتغيير التكنولوجيا الأساسية للعمل.
وفي النهاية, رغم الخلاف حول مدى تقدير تلك الاستراتيجيات، فإن الحقيقة الواضحة هي حاجتنا للمعالجة المبكرة والصحيحة لأثر الذكاء الاصطناعي على سوق العمل لدفع عجلة التنمية الاقتصادية والثبات الاجتماعي بطريقة شاملة وعادلة.