• صاحب المنشور: رستم بن القاضي
  
  ملخص النقاش:
  

  لقد أدى ظهور التكنولوجيا الحديثة وتطورها المتسارع إلى تحول كبير في الطريقة التي نتواصل بها كعائلات. بينما توفر وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت العديد من الفوائد مثل تعزيز الاتصال بين أفراد الأسرة الذين يعيشون بعيداً، إلا أنها قد تسبب أيضاً تحديات جديدة للعلاقات العائلية التقليدية.

من جهة، تساعد هذه الأدوات الرقمية على الحفاظ على الروابط الأسرية حتى عندما يتباعد المسافات الجغرافية. يمكن للأفراد البقاء على اطلاع بحياة بعضهم البعض عبر المنشورات اليومية ومراسلة الفيديو ومشاركة اللحظات الخاصة. هذا يعزز الشعور بالدعم ويقلل من الشعور بالعزلة خاصة أثناء فترات الصعوبات والتجربة المشتركة للانتقال أو المرض أو فقدان أحد الأحباء.

التأثيرات السلبية المحتملة

غير أن هناك جوانب سلبية محتملة للتكنولوجيا أيضًا. قد يؤدي الاعتماد الزائد على الإنترنت وأجهزة الكمبيوتر المحمول والأجهزة الذكية إلى تقليل الجودة النوعيّة لتفاعلاتنا الشخصية وجهًا لوجه داخل المنزل الواحد. الأطفال والشباب أكثر عرضة لهذا التأثير لأن لديهم القدرة الأكبر للاستخدام المستمر لهذه الأدوات الرقمية مما يمكن أن يؤثر سلبًا على مهاراتهم الاجتماعية والعاطفية.

بالإضافة لذلك، فإن الوقت الذي يقضيه الأفراد أمام الشاشات ينقص من وقت التفاعل البدني والمناقشات المفتوحة حول القضايا المهمة داخل العائلة - الأمر الذي كان جزءا أساسيا من الثقافة العربية لعقود طويلة. كما يمكن للمحتوى غير المناسب الذي يتم الوصول إليه عبر الإنترنت أن يشكل تهديدا لقيم الأسرة وعاداتها الدينية والإسلامية إذا لم يكن هناك رقابة مناسبة ومتابعة مستمرة لأسلوب استخدام الطفل لهذه الوسائط الجديدة.

إيجاد توازن صحي

لتجنب الآثار الضارة المحتملة للتكنولوجيا وتعظيم فوائدها الإيجابية، يجب العمل نحو تحقيق توازن صحي فيما يتعلق باستعمالها ضمن نطاق الأسرة. وهذا يعني وضع حدود واضحة لاستخدام الشبكات الاجتماعية خارج ساعات معينة وضمان وجود وقت يومي محدد يخصص له جميع members of the family حيث يشعرون بالتواجد حقًا وبأنفسهم ويتحدثون ويناقشون الأمور الهامة.

في الختام، رغم كل التحذيرات المرتبطة بتغيير البيئة المجتمعية بسبب انتشار واستخدام التطبيقات الإلكترونية المختلفة، تبقى قدرتك أنت كمستخدِم للتكنولوجيا هي المؤثرة الرئيسية على كيفية تأثر علاقاتك الأسرية منها.