- صاحب المنشور: بهاء بن فضيل
ملخص النقاش:مع تزايد الاعتماد العالمي على التقنيات الرقمية الحديثة، برزت مجموعة من المخاطر والتهديدات التي تستهدف كياننا الاجتماعي والثقافي والفردي. يسلط هذا التحليل الضوء على بعض العواقب المحتملة لهذه التكنولوجيا، مستعرضاً جوانبها الإيجابية والسلبية، مع التركيز على أهميتها المتنامية في حياتنا اليومية.
من الجانب الإيجابي، سهّلت الأجهزة الذكية والتطبيقات الإلكترونية الوصول إلى المعلومات والمعرفة بشكل غير مسبوق عبر الإنترنت. أصبحت التعليمات والأدوات المعرفية متاحة لكل شخص بغض النظر عن مكان وجوده أو مستوى تعليمه السابق. بالإضافة إلى ذلك، فقد وفّرت وسائل التواصل الاجتماعي مساحات للتفاعل البشري الافتراضي الذي قد يتجاوز الحدود الجغرافية والمادية، مما يعزز الشعور بالانتماء للمجتمع العالمي ويحفز الحوار الثقافي بين الأشخاص من مختلف الخلفيات.
الجانب السلبي
على الرغم من هذه الفوائد الواضحة، إلا أنه ثمة جوانب مظلمة لتأثير التكنولوجيا الرقمية. واحدة من أكثر القضايا شيوعًا هي مشكلة انتشار الأخبار الكاذبة والمعلومات المغلوطة، والتي يمكن نشرها بسرعة مذهلة وباستخدام صور ومقاطع فيديو مصطنعة باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي. وهذا يؤدي غالبًا إلى خلق بيئة مليئة بالمعلومات المربكة وغير الدقيقة يمكن أن تؤثر سلبياً علي آراء الناس وقراراتهم السياسية والدينية والشخصية.
كما أدى الاستخدام المكثف للأجهزة الإلكترونية إلى زيادة في حالات العزلة الاجتماعية والقضاء التدريجي على العلاقات الشخصية الحميمة. حيث أصبح العديد من الأفراد يقضي وقتا طويلا بمفردهم وهم يستخدمون الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر لمتابعة الشبكات الاجتماعية واستهلاك محتوى رقمي متنوع، مما يقلل من فرص التفاعلات الإنسانية المباشرة والحقيقية. وهذه المشكلة ليست محصورة بأعداد صغيرة؛ بل إنها تشكل ظاهرة عالمية ذات تأثيرات اجتماعية طويلة المدى.
ومن ضمن الآثار الأخرى للإدمان المستمر على الشاشات الصغيرة نجد التأثيرات الصحية السلبية مثل ضعف الرؤية والجفاف وضعف عضلات العين والإجهاد البدني والعقلي الناجم عن الوضعيات المقيدة للجسم عند استخدام تلك الأجهزة لمدة طويلة ومتكررة.
التوازن والتنظيم ضروريان
لتجنب هذه المخاطر وتحقيق أكبر قدر ممكن من الفائدة من التقدم التكنولوجي الحالي، فإن مفتاح الحل يكمن في تحقيق توازن حذر بين عدد ساعات التعرض للشاشات وتخصيص الوقت المناسب للأنشطة الاجتماعية الحقيقية وتعزيز الصحة العامة للعين والجسد والعقل.
ويمكن للحكومات أيضًا لعب دور هام في تنظيم استخدام تكنولوجيا الاتصالات عبر إنشاء قوانين صارمة بشأن خصوصية البيانات وحماية الأطفال وعمل سياسات عامة تسعى لمنع انتحال المعلومات واقتصاص الحقائق أثناء نقل الأخبار عبر الإنترنت.