- صاحب المنشور: خلف العسيري
ملخص النقاش:
استثمرت العديد من المؤسسات التعليمية حول العالم بشكل متزايد في تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين جودة التعلم وتوفير تجربة تعلم أكثر كفاءة ومخصصة. يُظهر هذا الاتجاه القدرة على تحويل طرق التدريس التقليدية إلى بيئات تفاعلية وشخصية تعزز الفهم العميق للمواد الدراسية وتساعد الطلاب على تحقيق إمكاناتهم الكاملة.
إن أحد التطبيقات الواعدة للذكاء الاصطناعي في مجال التعليم هو تطوير أدوات لتقييم الأداء الأكاديمي. يمكن لهذه الأدوات استخدام خوارزميات معالجة اللغة الطبيعية لتصحيح الواجبات المنزلية والمقالات بسرعة ودقة أكبر مقارنة بالأساليب البشرية التقليدية. بالإضافة إلى ذلك، فإنها توفر تعليقات فورية تساعد الطلاب على فهم نقاط القوة والضعف لديهم وضبط مستوى دراستهم وفقًا لذلك. ومن الأمثلة البارزة على ذلك نظام "تعليم MATE" الذي طوره باحثون من جامعة كارنيجي ميلون والذي يستخدم الذكاء الاصطناعي لمساعدة المعلمين في تصحيح واجبات الحساب الرياضي وإعطاء تعليقات دقيقة ومتعمقة للطلاب.
كما تساهم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أيضًا في إنشاء أنظمة دعم شخصية لكل طالب بناءً على احتياجاته وقدراته الخاصة. فعلى سبيل المثال، هناك نماذج تعليمية قائمة على البيانات مثل "التعلم الآلي"، والتي تُستخدم لإرشاد عملية التعلم وتحديد مجالات التحسين لدى كل طالب. وبفضل قدرتها على تحليل كم هائل من البيانات المتعلقة بالأدائين السابقة والاستجابة الفردية لكل جلسة تدريب، تستطيع هذه النماذج تقديم نصائح مفيدة واستراتيجيات استراتيجية مصممة خصيصاً لكل مستخدم بشكل فردي. وهذا يعزز سرعة تقدم التعلم ويسمح بتخصيص المحتوى التعليمي بطرق غير ممكنة باستخدام الأساليب التقليدية وحدها.
وفي ظل جائحة كوفيد-19 العالمية الأخيرة، برزت أهمية حلول التعلم الإلكتروني المدعومة بالذكاء الاصطناعي حيث اضطرت المدارس والكليات إلى الانتقال نحو البيئات الرقمية لحماية صحة الطلبة والمعلمين. فقد سهلت تقنيات مثل المحاضرات عبر الإنترنت والصوت الذكي والتوجيه الشخصي بواسطة الروبوتات التي تعمل بخوارزميات ذكية انتقال العملية التعليمية بسلاسة نسبياً رغم تحديات الوضع الجديد المفروض بقسر. إنها مؤشرات مبكرة موحية بمستقبل يتوقع فيه توسيع نطاق استخدام تقنية الاتصال هذه وأدوات الدعم الصديقة للمتعلمين الذين قد يفوق عددهم تعداد سكان الأرض بأضعاف مضاعفة قريبا -مستقبلاً ليس بعيدا جدّـا!
بالتالي يساعد دمج الذكاء الاصطناعي ضمن منظومتنا التربوية حاليًا وعلى امتداد الطريق أمامنا باتجاهات جديدة للعصر الحالي وما بعده لتحقيق هدف رئيس وهو مساعدة الأفراد بغض النظر عمّا يتمتع به أي منهم من موارد محدودة أو واسعة ليصبحوا قادرين حقاً على القيام ببناء مهارات الحياة الضرورية لهم شخصياً وللعمل أيضاً وللوصول لأهداف غاية البحث عنها سواء كانت مشاريع مبتكرة أم عِلم حرِم منه جيل سابق بسبب العقبات الاجتماعية والثقافية آنذاك حين لم يكن هنالك توافق عالمي بأن الجميع بحاجة للعلم والتعليم وليس مجرد نخبة قليلة فقط كما اعتادت المجتمعات القديمة قبل عصر الثورة العلمية الكبير الذي جاء به قرن جديد مليء بالإنجازات الاستثنائية والإبداعات الخلاقة الرائدة عالميًا بكل المجالات بلا استثناء...في جميع الأحوال جميع المستويات والجنسيات المختلفة!!