• صاحب المنشور: فرح المغراوي
  
  ملخص النقاش:
  

  في العصر الرقمي الحالي، باتت وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً أساسياً من الحياة اليومية للعديد من الأشخاص حول العالم. وعلى الرغم من الفوائد التي توفرها هذه المنصات مثل الترابط والتواصل العالمي، إلا أنها قد تحمل أيضاً تأثيرات سلبية غير متوقعة خاصة فيما يتعلق بصحة الشباب النفسية والعقلية. يسلط هذا المقال الضوء على كيفية تأثير وسائل الإعلام الاجتماعية على الصحة الذهنية لمستخدميها من الشباب.

من أكثر المخاطر الواضحة هي المقارنة المستمرة مع الآخرين والتي يمكن أن تؤدي إلى انخفاض احترام الذات والاكتئاب. غالبًا ما يتم عرض صور ومقاطع فيديو محدثة عبر الإنترنت تظهر جوانب مثالية للحياة، مما يخلق صورة خاطئة قد تخدع المستخدمين وتجعلهم يشعرون بالنقص مقارنة بأقرانهم. وفقًا لدراسة أجرتها جامعة أكسفورد عام 2018، وجد الباحثون علاقة قوية بين استخدام شبكات التواصل الاجتماعي والإصابة بالاكتئاب لدى المراهقين والشباب الصغار.

الأسباب المحتملة لهذا التأثير السلبي

• التعرض للمحتوى السلبي: يمكن أن يعرض الأفراد لأخبار مؤلمة أو محتوى دعائي سلبي يؤثر بشدة على مزاجهم العام.
• الانشغال الزائد وعدم الوضوح المعرفي: الاستخدام المتكرر لوسائل الاعلام الاجتماعية يمكن أن يتسبب في ضعف القدرة على التركيز وفقدان الانتباه الكامل لما يحدث حوله الشخص عند التواجد فعلياً في مكان ما خارج نطاق الشاشة.
• العزلة الاجتماعيّة الفعليّة رغم ارتباط دائم افتراضي: بينما يوفر الانترنت الفرصة للوصول إلى جمهور أكبر ، إلا أنه يقود أيضًا نحو الشعور بالعزلة الاجتماعية بسبب نقص الاتصال الجسدي الحقيقي الذي تتطلب الكثير منه العلاقات الصحية.

بالرغم من تلك الآثار الغالب عليها الجانب السلبي, فإن هناك بعض الخطوات العملية التي يمكن اتخاذها للتخفيف منها:

1. وضع حدود زمنية للاستخدام: تحديد وقت محدود لاستخدام الوسائط الاجتماعية يوميا يساعد في الحد من التعرض المستمر والمعيق.
2. اختيار المحتوى بعناية: التركيز على القنوات ذات المضامين المفيدة والممتعة عوضًا عمّا يهدر الوقت وينشر الأحزان.
3. الاهتمام بالحياة الواقعية واتصالاتها الإنسانية: إنشاء توازن جيد بين العالم الافتراضي والحقيقة الأرضية يساهم كثيرا بتحسين الصحة النفسية.

وفي النهاية، ينبغي التعامل مع موضوع تأثير مواقع التواصل الاجتماعي بطريقة مدروسة ومتوازنة؛ فللحصول على فوائد عديدة لها شرط عدم الإفراط والاستعمال غير المدبر لها والذي قد يُحدث تغيرات سلوكية وعاطفية ضارة خصوصا بالنسبة للفئات العمرية الصغيرة وغير المصاحبة بمراقبة مناسبة أثناء تصفحها لتلك المواقع .