أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، خاصة بالنسبة للشباب. بينما تقدم هذه المنصات العديد من الفوائد مثل التفاعل مع الآخري
- صاحب المنشور:
رضوى الدكالي ملخص النقاش:
أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، خاصة بالنسبة للشباب. بينما تقدم هذه المنصات العديد من الفوائد مثل التفاعل مع الآخرين وتبادل الأفكار والمعلومات، إلا أنها قد تحمل أيضًا آثارًا سلبية كبيرة على الصحة النفسية. دراسات عديدة تشير إلى ارتباط الاستخدام المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي بأمراض نفسية مختلفة بين الشباب.
التأثيرات السلبية المحتملة
1. **التدني الذاتي**: مقارنة مستمرة بأنفسهم بالعروض الزائفة للآخرين يمكن أن تؤدي إلى الشعور بالنقص وعدم الرضا عن الذات. هذا يشكل خطراً كبيراً على الثقة بالنفس لدى الشباب.
2. **الإجهاد والإرهاق الرقمي**: التقاطع المستمر بين الحياة الواقعية والعالم الرقمي يؤدي غالبًا إلى الإجهاد والإرهاق العقلي. البحث عن الموافقة والتواصل الدائم عبر الإنترنت يمكن أن يحول الوقت الذي كان للاسترخاء أو الدراسة أو الأنشطة الأخرى إلى مصدر للتوتر النفسي.
3. **العزلة الاجتماعية الحقيقية**: رغم كونها أدوات للتواصل، فإن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مكثف قد يقلّل من القدرة على بناء علاقات اجتماعية حقيقية وملموسة خارج الشاشة. هذا العزل الاجتماعي يمكن أن يساهم في ظهور مشاعر الوحدة والعزلة حتى وإن كانت الشخصيات متصلة رقمياً.
4. **اضطراب النوم**: تعرض الأشخاص للأضواء الإلكترونية قبل النوم مباشرة - وهو أمر شائع بين مستخدمي الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية - يمكن أن يعيق عملية إنتاج الميلاتونين ويؤثر سلباً على جودة نومهم وبالتالي صحتهم العامة والنفسية.
5. **السلوك القهري للمحتوى**: بعض المستخدمين قد يصبح لديهم ميل نحو التحقق المتكرر من الرسائل والمشاركات الجديدة بشكل غير قابل للتوقف مما يعرف بالسلوك القهري. هذا النوع من السلوك يمكن أن يتحول إلى إدمان ويتسبب في تشتيت الانتباه وانخفاض الكفاءة التعليمية وغير ذلك من التأثيرات الضارة.
6. **الهجمات الإلكترونية والإساءات**: البيئة الرقمية ليست دائماً آمنة وأحياناً تكون بيئة خصبة للهجوم والإساءة عبر الإنترنت سواء بالكلام المسيء أو التهديدات الجسدية وهذا له أثره الكبير على الحالة النفسية والعقلية لمن يستهدف بها هكذا هجمات.
7. **الصحة البدنية**: هناك أيضاً تأثيرات صحية جسمانية وراء استخدام الهاتف المحمول بكثرة، كتغيرات الوضعية التي قد تتسبب بالألم في العمود الفقري وفي اليد نتيجة الطريقة الخاطئة لاستعمال الجهاز لفترة طويلة بالإضافة لتلف العين بسبب ضوء الشاشات الصناعي.
8. **المشاكل الأكاديمية**: التركيز على الوسائط الاجتماعية أثناء ساعات العمل أو الدراسة يقسم انتباه الفرد ويعوق قدرته على تحقيق نتائج أكاديمية جيدة مما ينتج عنه شعوره بالإحباط وضيق المساحة أمام فرصة نجاح أفضل مستقبلاً.
تُظهر البيانات العلمية الواضحة مدى الأثر السلبي الذي يمكن ان تحدثه وسائل الاعلام الحديثة على جوانب عدة متعلقة بصحة شبابنا المعاصر؛ لهذا السبب أصبح الانخراط في نقاش حول كيفية تعزيز الاستخدام الآمن لهذه الأدوات تحديا ملحا وجاداً امام المجتمع الدولي والحكومات والمطورين للحفاظ على سلامة وصحة الاجيال الفتية ضمن عالم رقمي متنوع ومتنامٍ باستمرار بحاجة ماسة لإعادة النظر بممارساته الأعراف الأخلاقية المرتبطة بهذه الوسيلة الحديثة لمواصلتها بطرق أكثر احتراما وتحكمآ صحيا وعقلانيا .