- صاحب المنشور: نديم العروي
ملخص النقاش:
تمثل المناقشة أعلاه تعاونًا مثقفًا وفكريًا بين مجموعة متنوعة من الأفراد الذين شاركوا رؤاهم حول أهمية التوازن بين الابتكار ذي القيمة الفورية وطويلة الأجل. بدأ الحوار بتساؤلات طرحتها نديم عروي حول مدى جدوى الابتكار الذي لا يظهر تأثيرًا واضحًا فوريًا.
استجاب الطيب الودغيري موضحًا أن التركيز المفرط على القيمة اللحظية للابتكار يمكن أن يقودنا إلى فهم خاطئ لعالمنا الحقيقي. فهو يشدد على دور الأبحاث والمبادرات mesmo الدراسة والتي قد تبدو عقيمة في الظاهر، لكنها تشكل الأساس الثابت لأنواع أخرى من الابتكارات أكثر عملية واستدامة. وعلى الرغم من اعترافه بأهمية المكاسب المؤقتة، دعا الودغيري إلى التوازن لإفساح المجال أمام المساهمة المستقبلية.
وتابع عبد الوهاب الدين الزموري هذا الرأي مؤكدًا على ضرورة النظر إلى "القيمة الدائمة" كعنصر أساسي ولكنه ليس هدفًا بمفرده. فالابتكارات ذات التأثير السريع تلعب دوراً حيوياً في عالم اليوم. وينادي بخلق توازن وضمان تطوير المجتمع الإنساني باستمرار وليس فقط بحوث غير قابلة للتطبيق الواقعي.
وأضافت بسمة العامري مدخلاتها الخاصة، مشيرة إلى خطورة منح الأولوية غير المتوازنة للاستخدام القصير الأمد مقابل حرمان مجتمعنا من فرصة الاستثمار في ابتكارات قد تصنع فارقا هائلا في المستقبل. وهي تؤكد أن التاريخ يشهد حالات عديدة حيث ظهرت أفكار مبتكرة متقدمة ولكنها تحتاج إلى وقت قبل أن تتطور وتحصل على مكانتها الصحيحة.
رددت نرجس الرشيدي كلام العامري، داعية للحفاظ على التوازن بين احتياجات الحاضر وبين استثمار المستقبل. وفي نفس الوقت، شددت على أهمية عدم تجاهل القيمة الفورية لبعض التقنيات الحديثة والتي يمكن أن تكون مفيدة مباشرة وملموسة حالياً وتساهم في راحتنا اليومية.
وأعربت شفاء المدغري عن مخاوفها بشأن تبسيط قضية كون كل اختراع جديد يحمل تأثيراً فوريًا وواقعيًا. فلعدة ثورات علمية تمت تسميتها بالمخاطرة آنذاك ثم أصبحت نواة للتقدم الحديث. ويجب علينا اتباع المنطق المعتدل وعدم ضياع تركيزنا بشأن الاكتشافات المحتملة طوال فترة زمنية أطول.
ثم انضم أبرار بن داود للمناقشة قائلاً إنه على الرغم من وجود خطر يتمثل في تبسيط الاعتقاد بأنه كل ابتكار سينتج نتائج مباشرة، إلا أنه إذا اهملنا الاختراعات لمجرد عدم امكانية توقع استخداماتها العملية خلال الوقت الحالي، فسيكون هذا يعني خسارة الفرصة لاستغلال حلول محتملة تساهم بصورة فعالة وكبيرة لحياتنا الحاضرة. ويتعين علينا بكل بساطة أن نحترم جانبي المشكلة وأن نشجع الموازنة المثلى بينهما لما لها من تأثير كبير وللحصول أيضا على أفضل النتائج وإدارة التغيير نحو الافضل ضمن اطار محافظ ومتوازن يعمل لصالح الجميع ولا يأخذ طرف واحد بالإقصاء والإبعاد والنكران .
وفي نهاية المطاف ، سلط عابدين الأنصاري الضوء مرة اخرى علي اهمية التريث لاتخاذ القرار واتقاء الوقوع تحت تاثير اي جانب دون الآخر وذلك بعدما ذكر رأي موافق لرؤية سابقه وهو بان تجنب الابتكارات الجديدة بسبب عدم ظهور اثر عملي قصير الاجل قد يؤدي الى فقدانا لامكانيات عظيمه لانشاء تغيرات إيجابيه تفيد الحياة اليومية لنا كافراد ومجموعات داخل مجتمعاتنا المختلفة . وعليه فان الاتزان الملائم يساعدان الي اجتياز العقبات والخروج بنتائجه مرضيه تدعم مصالح حاضر الناس ومستقبلهم كذلك بدون اندفاع نحو طرف بعينه متجاهلين بذلك اهداف الطرف الثاني بغرض تحقيق اكبر قدر ممكن من الراحة والسعادة العامة طبقا لمفهوم الاسلام الذى يشترط التوسط والحكمة عند التعامل مع الامور المختلفه كما ورد فى القرآن الكريم : {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}.
عبدالناصر البصري
16577 مدونة المشاركات