• صاحب المنشور: عاشق العلم
  
  ملخص النقاش:
  

  في العصر الحديث, أصبح استخدام وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً أساسياً من حياة الشباب. بينما توفر هذه المنصات فرص للتواصل وتبادل المعلومات والثقافة, إلا أنها قد تحمل أيضاً تحديات نفسية كبيرة. العديد من الدراسات العلمية تشير إلى وجود علاقة مباشرة بين الإفراط في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي والمشاكل المرتبطة بالصحة النفسية مثل القلق والاكتئاب والتضليل الذاتي. الأطفال والمراهقين هم الأكثر عرضة لهذه التأثيرات بسبب حساسيتهم العالية لتقييم الذات وغيرها.

أولاً, يمكن أن يؤدي الضغط الاجتماعي الذي يسببه مقارنة الذات مع الآخرين الذين يظهرون حياتهم المثالية عبر الصور والفيديوهات إلى مشاعر عدم الرضا والسلبية تجاه الذات لدى المستخدم. هذا الأمر معروف باسم "Syndrome of FOMO", أو الخوف من فقدان الفرصة، حيث يشعر الشخص أنه يفوته الكثير مما يحدث حول العالم إذا لم يكن متواجداً دائماً على الإنترنت. بالإضافة لذلك, فإن التفاعل المستمر عبر الشاشات الإلكترونية يمكن أن يخفض مستوى الدوبامين - وهو هرمون يساهم في الشعور بالسعادة والاسترخاء - ويؤدي بذلك إلى التقلبات المزاجية والحالات الاكتئابية.

ثانياً, تشتمل بعض المواقع الاجتماعية على محتوى سلبي كالنشر العنيف والكراهيّة والإساءة، والتي يمكن أن تؤثر سلبياً على الصحة النفسية للأطفال والشباب. كما يمكن للمعلومات المضللة المنتشرة بكثرة أن تخلق حالة من التشوش الفكري والارتباك بشأن الحقائق الحقيقية والمعتقدات الشخصية. بحسب مركز مكافحة الأمراض واتقائها الأمريكي (CDC), هناك ارتباط قوي بين التعرض للعنف عبر الوسائل الإعلامية ومستويات عالية من القلق والأعراض الناجمة عنها.

لتخفيف تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية, يُوصى باتباع استراتيجيات إدارة الوقت الرقمي. يتضمن ذلك تحديد فترات زمنية محددة للاستخدام اليومي وضمان أخذ فترات راحة منتظمة بعيدًا عن الشاشة. أيضا, تعزيز مهارات التفكير النقدي وتحفيز الأنشطة خارج الإنترنت تساعد في بناء مقاومة أفضل ضد الأفكار السلبيّة وتعزيز الصحة العامة والعقلية.