في الشهر الثامن من عمر الطفل، تبدأ رحلة النمو والاكتشاف بشكل ملحوظ. يكتسب الطفل في هذا العمر فضولاً كبيراً تجاه العالم من حوله، مما يدفعه إلى محاولة التعرف على ما يحيط به. يصبح قادرًا على دفع نفسه للأعلى للوقوف متمسكًا بالأريكة، وقد يبدأ في التجول في أنحاء المنزل مع تقديم المساعدة له خلال الشهرين التاليين. لذلك، من المهم أن تكون المساحة المحيطة به آمنة.
من الناحية الحركية، يبدأ الطفل في هذا العمر بالزحف أو الحبو أو التدحرج أو الانزلاق على بطنه. ومع ذلك، قد يحتاج بعض الأطفال إلى أشهر أخرى للقيام بذلك، بينما قد يبدأ البعض الآخر بالمشي مباشرة دون الحاجة للزحف. يربط الطفل المهارات الحركية بالحواس، ويلعب بالألعاب بشكل سهل نسبياً. يمكنه ضرب المكعبات ببعضها، ورمي الكرة، ووضع أكواب ذات أحجام مختلفة داخل بعضها البعض.
فيما يتعلق بتطورات تناول الطعام، لا يزال الطفل يعتمد على حليب الأم أو الحليب الصناعي بالإضافة إلى وجبات من الطعام المتنوعة مثل الفواكه والخضراوات، وحبوب الإفطار، والمعكرونة، واللحوم المهروسة. كلما زاد عدد الوجبات المعطاة، قلّت كمية الحليب التي يحتاجها الطفل. تجدر الإشارة إلى أن الحليب البقري والعسل لا يعطيان للطفل في هذا العمر أو قبل بلوغه السنة مهما تنوعت الأطعمة.
في مجال مهارات التعلم، يبدأ الطفل بفهم الكلام بشكل أفضل، مما يجعل التحدث معه وتعريفه بأسماء الأشياء المألوفة بشكل سهل ومبسّط أمرًا مهمًا. يمكن تشجيعه على البدء بالتعبير والكلام عن طريق انتظار رد فعله بعد لفظ الكلمات بشكل متكرر. كما يمكن قراءة القصص له باستخدام كتب ملونة وكبيرة الحجم والربط بين الصور التي يراها بالكلمات التي تصفها.
من الناحية النومية، يبدأ الطفل في هذه المرحلة بالإحساس بمن حوله، مما يجعل خلوده إلى النوم أكثر صعوبة بسبب شعوره بقلق الانفصال. يبكي الطفل لدقائق معدودة عند مغادرة الأم الغرفة. تعويد الطفل على روتين معين يساعده على النوم بشكل أفضل، ويساعد الأم على تخطي هذه المرحلة التي تنتهي ببلوغه العام الثاني من العمر.
بهذا الشكل، يمر الطفل في الشهر الثامن بتطور ملحوظ في مختلف الجوانب، مما يجعل هذه الفترة مليئة بالاكتشافات والنمو المستمر.