تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية لدى الشباب العربي: دراسة حول الضغوط الاجتماعية والقلق الرقمي

التعليقات · 12 مشاهدات

في العصر الحديث الذي نعيش فيه اليوم، أصبح استخدام وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياة العديد من الأفراد، خاصة فئة الشباب. هذا الانتشار ا

- صاحب المنشور: حبيبة بن يعيش

ملخص النقاش:

في العصر الحديث الذي نعيش فيه اليوم، أصبح استخدام وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياة العديد من الأفراد، خاصة فئة الشباب. هذا الانتشار الواسع لهذه المنصات قد فتح آفاقاً جديدة للتواصل والتعلم والتعبير عن الذات. ولكن، هل هناك جوانب مظلمة لهذا العالم الافتراضي؟ كيف يؤثر استهلاك المحتوى عبر الإنترنت وصورة الحياة المثالية التي تظهر عليها الشبكات الاجتماعية على صحة نفسية شبابنا؟

من خلال تحليل الدراسات العلمية الحديثة، نلاحظ وجود علاقة قوية بين زيادة وقت الاستخدام لوسائل التواصل الاجتماعي وارتفاع معدلات القلق والإجهاد النفسي. هذه الظاهرة ليست مقتصرة على الثقافات الغربية؛ بل إنها تؤثر أيضًا بشدة على المجتمعات العربية. فعلى سبيل المثال، وجدت إحدى الدراسات التي أجريت في الجامعات المصرية أن الطلاب الذين يقضون ساعات طويلة يوميًا على مواقع مثل الفيسبوك وتويتر يواجهون مستويات أعلى بكثير من التوتر وانخفاض تقديرهم الذاتي.

الضغوط الاجتماعية

إن إظهار الصورة المثالية للحياة، سواء كانت شخصية أو مهنية أو ثقافية، يمكن أن يخلق ضغطًا هائلاً لدى المستخدمين الأصغر سنًا. عندما يشعر هؤلاء بالتقصير عند المقارنة مع "الحياة الكاملة" التي يُعرضونها الآخرون، فقد ينتج عنه مشاعر عدم الأمان وفقدان الثقة بالنفس والتعلق الزائد بأفكار سلبيّة. بالإضافة إلى ذلك، التعرض المتزايد للهجمات الإلكترونية والسلوكيات المسيئة عبر الأنترنت يعد مصدر آخر للضغوط النفسية الشديدة.

القَلق الرقمي

مصطلح جديد ظهر مؤخرًا يدعى "القَرْق رقمي"، ويعني الشعور المستمر بالحاجة للتحقق من الرسائل والأشعارات الجديدة باستمرار. هذا النوع من القلق غالبًا ما يؤدي إلى انخفاض جودة النوم ومشاكل التركيز أثناء النهار بسبب الانقطاعات الدائمة الناجمة عن التنبيهات والمطالبات الإخبارية المنتشرة بكثافة. كما أنه يساهم في تفاقم حالات اضطراب الوسواس القهري لدى البعض وكأنهم مجبرون على البقاء متصلين دائمًا.

ومن ثم فإن أفضل طريقة لإدارة التأثيرات السلبية لوسائل الإعلام الاجتماعية تتمثل في الموازنة بين الوقت المعتمد لها وبقية نشاطات الحياة الأخرى الصحية كالتعليم الرياضي والفعاليات الاجتماعية الحقيقية وغيرها مما يساعد أيضا في بناء علاقات اجتماعية أكثر تعمقًا وقيمة بعيدا عن الشاشة الصامتة للموبايل.

التعليقات