يستقطب مقال "أصرخت أمس" من قبل روبرت جيمس نابير، الذي يُنشر في صحيفة ديلي إكسبريس في 11 ديسمبر 2023، موقفاً مناهجياً حول التأثير المعقد للتفكير العميق والإجراءات المباشرة في عملية الإصلاح. يبرز النقاش داخل مقال نابير ضرورة التوافق بين الأفكار والتطبيق، كما تجلى هذا من خلال ردود شخصيات مثل غادة بن الشيخ ونورة عبد الرحمن نائل. يعتبر التوازن المطلوب بين هذه الجوانب ضرورياً لضمان تصميم حلول شاملة ومستدامة في عملية الإصلاح.
التفكير مقابل العمل
يقوم نابير بتسليط الضوء على التناقضات الظاهرة في عملية الإصلاح المتبعة، حيث تُشيد جهود من يفضلون التأمل والتخطيط بالسرعة والعجلة في اتخاذ القرارات. يُظهِر نابير استيائه من هؤلاء "البشر العظمى" الذين يكثرون من التحدث دون تحضير عملي، مستخدماً أمثلة تاريخية لتسليط الضوء على مغالاة بعض المفكرين في حالات كان يجب اتخاذ إجراءات فورية.
من جهته، توضح غادة بن الشيخ أن التفكير العميق قبل المضي قد يُساهم في صياغة حلول شاملة ومستدامة. إذ ترى أن عملية التفكير تتيح فهمًا دقيقًا لأسباب المشكلات، مما يمكِّن من تصور حلول تعالج الجذور بدلاً من أعراض المشاكل. تُعتبر توظيف التفكير العميق في كافة جوانب عملية الإصلاح خطوة ضرورية لتجنب الأخطاء التي قد تنشأ من إجراءات سطحية وغير مباشرة.
ضرورة التوازن
من جانبها، نورة عبد الرحمن نائل تُؤكِّد أن إيجاد التوازن بين التفكير والعمل هو المفتاح لإحداث تغيير حقيقي. تشير إلى أن البناء على خطط مسبقة قصيرة يُعزِّز من فرص نجاح الإصلاحات، ولكنها تحذر من التفكير المستمر دون اتخاذ إجراء. حيث أنها تؤكد على ضرورة جمع الأفكار لتشكيل رؤية شاملة ومُدروسة قبل المضي قدمًا في التطبيق.
في النهاية، يُقترح من خلال هذا النقاش أن الإصلاحات لا تعتمد فقط على جودة الأفكار ولكن أيضًا على قدرة نجاح تطبيقها. يظهر هذا التوازن كجانب حاسم في مسيرة الإصلاحات، لتحقيق أفضل النتائج الممكنة والتأثير الإيجابي على المستوى العام. يُظهر المقال كيف أن التعاون بين "البحوث" و"العمل" هو مصدر قوة في تحقيق الإصلاحات، حيث يضمن ذلك تجاوز الهوس بالأفكار إلى تطبيقها المؤثر.