تعتبر الشخصية السيكوباتية واحدة من أكثر الصور فردية ومعقدة داخل علم النفس الحديث. إنها حالة تتميز بعدم قدرة الفرد على تطوير الروابط الاجتماعية الصحية، والتعبير المستمر عن السلوك العدواني، والخروج المتكرر على القواعد والمعايير الاجتماعية. هذا التحليل يهدف إلى تفصيل الأنماط والسلوكيات الرئيسية المرتبطة بهذا النوع من الشخصيات.
التصرف البطش:
أحد السمات الأكثر وضوحاً للصفات السيكوباتية هو الميل نحو التصرف بطريقة متعالية ومتهورة ومستهترة بالقيم والقواعد الأخلاقية. هؤلاء الأفراد غالبًا ما يشعرون بأن لديهم الحق في تحدي السلطة دون خوف من العقاب. قد يستغلون وضعهم لتحقيق مكاسب شخصية بينما يسببون الضرر للأخرين.
ضعف العلاقات الاجتماعية:
على الرغم من الطبيعة الاجتماعيّة الظاهرة لهم، فإن الأشخاص السيكوباتيين يعانون بشدة لإقامة روابط طويلة الأمد مع الآخرين. يبدو عليهم فقدان الرعاية الحقيقية تجاه مشاعر وآمال الآخرين؛ مما يؤدي غالباً إلى الشعور بالإحباط والألم لدى الأصدقاء والعائلة المقربين منهم.
الاعتماد على المخدرات والكحول:
غالباً ما يتم ربط إدمان الخمر والألعاب بالمقامرة بتنميط الشخصية السيكوباتية بسبب طلب الثقة بالنفس المؤقت الذي يوفره الغوص في عالم المواد المخدرة والإثارة غير المضمونة للألعاب عالية المخاطر مثل المقامرة.
عدم الاستقرار الوظيفي والصراع المهني:
الأشخاص المصنفون كسيكوباتيين معروفون بدرجة كبيرة بمستويات عالية جدًا من الانتقاد المتواصل ضد رؤسائهم في مكان العمل ونظرائهم، علاوة على تكرار تغيير وظائفهم وعدم قدرتهم على الاحتفاظ بها لفترة زمنية طويله بما فيه الكفاية لبناء سمعتهم المهنية.
ازدراء القانون وسلوك "الفوضوي":
إحدى سمات الشخصيات السيكوباتية المكشوفة بنسبة عالية للغاية هي ميلها للتحايل حول قوانين المجتمع وتجاهلها، سواء كان الأمر يتعلق بإزالة عقوبة محتملة أو تحقيق ميزة خاصة بهم، فالحصول على الحرية العملية مطلوبة بالنسبة لهم بغض النظر عن سلبياتها الأخرى.
البحث العلمي والدراسات الحديثة:
وفقاً للدراسات الأخيرة المتعلقة بالأسباب والأعراض لهذه الحالة المرضية، هناك عدة خصائص تم تحديد وجودها ضمن مجموعات سكانية محددة ذات نسب أعلى للإصابة بالسيكوباتية. تشمل هذه الخصائص: افتعال المشاكل والنأي بالنفس -حتى وان كانت مجرد تصورات وهمية- عن الآثار الوخيمة الناجمة عنه، فضلاً عن نمط حياة مليئ بالتبدلات والمخاطرات الدائمة والذي ينطبق كذلك فيما يواجهونه أثناء القيام بخيارات حياتهم اليومية وخطط مستقبلهم الطموحة أيضاً والتي تبدو غير واقعية وغير قابلة للتطبيق الواقعي العملي لها قصداً أساسياً يتمثل فقط بالحفاظ علي انسياب تدافع الطاقة الداخلية الهائلة لديه وفائدتها القصيرة الاجل وليس التفكير بأبعاد ايجابي واسع الأفق وطويل الامدى ومايترتب عليهما من آثار مباشرة وعكسية .
التعريف النهائي لشخصية سيكوباتي:
يمكن تعريف personality disorder, antisocial type, برمز DSM-5(F60.2) بأنه نوع مثير للاهتمام بالفعل لكنه مقلق جداً لأنه يحدث نتيجة لأزمات نفسانية ليس فيها مرض نفسي سريري وحده بل مجموعة مُركبة ومتداخلة ومتشابهه في تركيبها الخاص مبنية علي اساس اختلال توازن عضوى وجداني وخلقي فى آن واحد وذلك راجع لان الطب النفسي ليونة التعاريف الخاصة بذلك النوع المختلف تمام الاختلاف تقبل اختلافاتها كثيرٌ وكثيراً مانراه كمجتمع مهتم بموضوعاته المختلفة وهو أمر يحتاج الي بحث دقيق أكثر امتداداً زمانيًا ومكانيًا ودراساته اصبح ضرورية لمراقبتنا للحالات المنتشرة لتجنب انتشار تلك المفاهيم العامة المغلوطة ويعتبرها البعض جزء طبيعي طبيبه لحياة البشر مع أنها بحسب رأي الكثيرون خارج اطاره الرباني للعيش الكريم الملئ بالحكمة والتقدم والسعادة المنشودة لكل مجتمعات العالم المتحضر حديثآ أو القديم ابان حضارات عظمه سبقت بزمن بعيد عصرنا الحالي!