• صاحب المنشور: الفقيه أبو محمد
  
  ملخص النقاش:
  تُحدث الثورة الرقمية تحولات جذرية في عالم الأعمال والتوظيف حول العالم، ولا يختلف الأمر بالنسبة لسوق العمل العربي. هذه التحولات التي تشمل الذكاء الاصطناعي، الإنترنت الصغير، العمل عن بعد وغيرها من الابتكارات التكنولوجية تؤدي إلى تغيير جذري لكيفية عمل الشركات وكيف يعثر الأفراد على وظائفهم أو حتى إنشاء مشاريع أعمال مستقلة.

التأثيرات الإيجابية:

1. زيادة فرص العمل: رغم الحديث المستمر عن فقدان الوظائف بسبب الروبوتات والأتمتة، إلا أن الواقع يشير إلى خلق فرص جديدة مرتبطة باقتصاد المعرفة والتكنولوجيا الحديثة. هناك حاجة متزايدة لمختصين في علوم البيانات، البرمجة، الأمن السيبراني وغيرها من المجالات التقنية المتخصصة.

1. العمل المرنة: تسمح تكنولوجيا المعلومات للعمال بالعمل من أي مكان وأوقات تناسبهم، مما يتيح لهم تحقيق توازن أفضل بين حياتهم الشخصية والمهنية. هذا النوع من مرونة المكان والزمان يجذب الكثير من الباحثين عن عمل الذين قد ينشغلوا بعائلتهم أو تعليمهم أثناء البحث عن الفرص المناسبة.

1. الوصول العالمي للمسوق العالمي: يمكن للشركات العربية الآن الوصول إلى الأسواق العالمية بسهولة أكبر عبر الانترنت وأنظمة التجارة الإلكترونية. وهذا يعني زيادة الطلب المحتمل على المهارات اللغوية المتعددة الثقافات وقدرة التعامل مع العملاء الدوليين مباشرة.

1. التعلم مدى الحياة: توفر التكنولوجيا أدوات تعليم رقمية متنوعة ومتاحة دائمًا، مما يسمح للعاملين بتحديث مهاراتهم واكتساب معرفة جديدة باستمرار - وهو أمر ضروري لأصحاب العمل الذين يريدون موظفين قادرين على مواكبة تحديثات السوق المستمرة.

التأثيرات السلبية:

1. فجوة المهارات: يُعتبر التعليم غير الكافي أحد العوائق الرئيسية أمام الاستفادة القصوى من الفرص الناجمة عن ثورة التكنولوجيا. العديد من العمال العرب ليس لديهم القدرة اللازمة لاستخدام الأدوات الرقمية الحديثة أو فهم أهميتها في بيئة العمل الحالية والمستقبلية.

1. الفوارق الاجتماعية الاقتصادية: بينما يستطيع البعض استخدام التكنولوجيا لتحقيق مكاسب اقتصادية كبيرة، فإن الآخرين قد يغفلون عنه تماماً، خاصة إذا كانت لديهم محدودية الوصول للأدوات والاستثمارات الأولية التي تحتاج إليها لبدء المشروع الخاص بهم. بالإضافة لذلك ، فإن بعض الوظائف التقليدية مثل تلك الموجودة في المصانع الصغيرة أو خدمات البيع بالتجزئة قد تختفي تدريجيًا نتيجة الأتمتة الواسعة الانتشار حالياً.

1. الأمان الوظيفي: رغم توفير المزيد من الخيارات العملية للناس، إلا أنه أيضا زاد الشعور بانعدام الأمان فيما يتعلق بالحفاظ على الوظيفة ذات الدوام الكامل لأن العديد من الأشخاص يعملون اليوم كمتعاقدين مستقلين حيث عدم وجود ضمان اجتماعي ثابت يمكن أن يخلق حالة من القلق بشأن الامن الوظيفي والوضع المالي.

لتوجيه سوق العمل نحو مصالح أكثر شمولية وإنتاجية، تحتاج الحكومات والشركات العربية لدعم التدريب وبرامج إعادة تأهيل المواهب المحلية للتكيف مع احتياجات عصر رقمي جديد؛ كما يلزم اتخاذ إجراءات لحماية الحقوق القانونية والعادلة لكل عامل بغض النظر عن نمطه التشغيل الحالي سواء كان منتظم ام حر .إن التصدي لهذه القضية بحكمة سوف يؤدي بنا الي مجتمع مزدهر ويضمن استحقاق جميع أفراده بمشاركة حرة وعادله ضمن Economy الجديد!