مرض السيلان، المعروف أيضًا باسم الزهري، هو عدوى جرثومية شديدة الانتقال عبر الاتصال الجنسي. يعتبر هذا النوع من الأمراض المنقولة جنسياً واحداً من أكثر الأنواع التي يمكن الوقاية منها إذا تم اكتشافها مبكراً وتلقي العلاج الصحيح. هذه الرحلة الصحية تسلط الضوء على الخطوات المتعددة التي يعبرها الجسم عند تعرضه لهذا الداء، بالإضافة إلى الاستراتيجيات الفعالة لمنع انتشاره والعلاج منه بعد التشخيص.
في بداية الأمر، غالبًا ما تكون الإصابة غير ملحوظة لأن الأعراض قد تتأخر لمدة طويلة وقد لا تكون واضحة. الألم خلال العلاقة الجنسية الأولى المصابة ليس شائعاً ولكنه ممكن الحدوث لدى بعض الأشخاص. ومع ذلك، فإن الظهور الشائع للأولى عادة ما يحدث بين ثلاثة أيام وخمسة عشر يوماً بعد العدوى، ويتمثل عادةً في آفة حمراء صغيرة وحساسة حول منطقة المهبل أو القضيب لدى الرجال، أو بالقرب من فتحة الشرج. بالنسبة للنساء، قد تشعر النساء بالألم أثناء التبول نتيجة للإلتهاب الناتج عن الغدد البروستاتا بسبب وجود البكتيريا المسببة للمرض.
بعد مرور عدة أسابيع أو أشهر بدون علاج مناسب، تبدأ المرحلة الثانوية والتي تتميز بالبقع الحمراء الجلدية المنتشرة على وجه الشخص وجسمه كله تقريبًا. هذه البقع ليست مؤلمة ولكنها قابلة للحكة بشكل كبير. كما يلاحظ أيضاً تضخم غدد العقد الليمفاوية خاصة تلك الموجودة في الرقبة ومنطقة الحوض. وفي بعض الأحيان، يشعر المريض بنوبات حرارة مفاجئة وصداع شديد وفقدان الوزن وغيرها من علامات الحمى العامة للجسد.
إذا تركت الحالة دون معالجة طبية، فإنه بعد سنوات عديدة –حوالي خمس إلى ثلاثون عاماً– تدخل مرحلة ثالثة تعرف باسم "السيلان الثالث". هنا يتم التأثير السلبي بشكل مباشر على العديد من أجزاء الجسم بما فيها القلب والدماغ والأوعية الدموية مما يؤدي لتدهور حالة المريض بصورة خطيرة جداً وقد تهدد الحياة إن لم يتم التدخل الطبي فور ظهور تلك الأعراض الجديدة المبكرة لها مثل الخدر وانخفاض القدرة المعرفية والتغيرات النفسية والسلوكية المختلفة.
للوقاية من مرض السيلان وتجنب الوصول لأعلى مراحله الحرجة والحاسمة، يلعب الواقي الذكري دورا رئيسيا كمقاومة أولية ضد انتقال معظم الأمراض الجنسية الأخرى أيضا وليس فقط الزهري نفسه. علاوة على ذلك، يعد إجراء اختبار روتيني دوري لفحص الصحة الجنسية أحد أهم الخطوات الاحترازية المضادة لهذه المشكلة الصحّية الملحة عالميًا والتي تستوجب المزيدَ من الاهتمام والكشف المستمر والخبيرين طبيًا وعلميًا طبيا عاما مختصا فيه.
إن التصرف المسؤول والمباشر تجاه أي شكوك صحية متعلقة بهذا المجال أمر حيوي لحماية الذات والآخرين. لذلك ينصح دائمًا باستشارة الاطباء المختصيين ومتابعة التعليمات الطبية بحذر وبشكل منتظم للتأكد من سلامتهم واستقرار حالتهم قبل وبعد تلقي اي نوعٍ من أنواع العلاجات المستخدمة للقضاء على آثار وأسباب بروز وانتشار امراض معديه مثل داء السيلاني .