لماذا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بحسر الثياب عندما يهطل المطر؟

التعليقات · 2 مشاهدات

في يوم مطير، اصطحب الصحابة النبي محمد صلى الله عليه وسلم أثناء غزارة الأمطار. لاحظ الصحابة أن النبي صلى الله عليه وسلم حرّك ردائه وحسره حتى لامسته قطر

في يوم مطير، اصطحب الصحابة النبي محمد صلى الله عليه وسلم أثناء غزارة الأمطار. لاحظ الصحابة أن النبي صلى الله عليه وسلم حرّك ردائه وحسره حتى لامسته قطرات المطر. وعند سؤاله عن سبب فعله هذا، أجابه صلى الله عليه وسلم بكلمة قصيرة ولكن عميقة المعنى: "لأنّه حديث عهد بربه".

هذا الحديث الذي رواه المسلمون علناً يشير إلى تقدير النبي الكريم للمطر وتبركه به. حيث يعد المطر مصدر رزق رئيسياً للإنسانية وكل الكائنات الحية. وفي الإسلام يُعتبر الماء مباركاً ورعاية كريمة من خالق الكون الرحيم وفق العديد من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة. لذلك فإن تبريك النبي صلى الله عليه وسلم للمطر هو دليل على أهميته البالغة وعلى علاقتنا الروحية بالعالم الطبيعي.

ومع ذلك، يجب التنبيه هنا إلى أنه ليست هناك حاجة لتعميم هذا الفعل ليشمل جميع الأشياء المحدثة. فالرسول صلى الله عليه وسلم اقتصر تعبيره للتبرك على المطر تحديداً. وبالتالي، فلا يوجد تشريع شرعي يستوجب فعل مشابه لكل ظاهرة طبيعية جديدة أو مخلوق حي جديد بغض النظر عن أهميتها واحترامنا الواجب لها.

ويتضح لنا أيضاً أن كون المطر "حديث عهد" ليس فقط بسبب حداثته وخروجه من عالم الغيب إلى العالم الظاهر، ولكنه أيضاً يعكس قرب ارتباطه بالسماء والبداية التي بدأت منها حياة البشر على الأرض منذ آدم عليه السلام. إنها رمز للتجديد والحياة والعطاء الذي يأتي بلا حدود ولا نهاية إلا برحمات الرب الواسع.

وفي النهاية، يؤكد أصوليو الدين أن العلة الكامنة خلف تصرف النبي الكريم هي رسالة أدبية وفلسفية أكبر تتعلق بعلاقة الانسان بمحيطه الطبيعي وقربه من الخالق عبر الوسائل المقدسة أمامه.

التعليقات