تعد عملية استئصال اللوزتين - والمعروف أيضًا باسم لوزتيّة قصّية - إجراءً شائعًا يتم تنفيذه عادة بطريقة المنظار البطني تحت تأثير المخدر العام. هذه العملية الجراحية قد تصبح ضرورية بسبب عدة عوامل تتعلق بصحة الفرد، مثل تكرار الالتهابات الحلق الشديدة والكبيرة التي يمكن أن تؤدي إلى انسداد التنفس أثناء النوم. يهدف هذا النص إلى تقديم نظرة شاملة حول سبب القيام بإستئصال اللوزتين، وكيف تتم هذه العملية، وما هي الآثار الجانبية المرتبطة بها.
عادة ما يُنصح بإنجاز عملية إزاحة اللوزتين عندما يعاني الشخص بشكل متكرر ومستمر من حالات التهاب فيها أكثر من ست مرات سنوياً لمدة عامين متواصلين، أو ثلاث مرات خلال ثلاث سنوات متتابعة للأطفال الصغار الذين تقل أعمارهم عن الثلاثة أعوام. كما أنها حلاً مناسبًا للحالات التي تعاني من ضيق شديد في المسالك الهوائية مما يؤثر سلباً على نوعية حياة الفرد ونومه.
يبدأ الاستعداد لهذه الجراحة بتقييم حالة المرضى الصحية العامة وتاريخ وجود الأمراض الأخرى لديهم. قبل اليوم المحدد للجراحة مباشرة، سيُطلب من المصاب الامتناع عن الأكل والشرب ابتداءً من منتصف الليل ليضمن عدم دخول الغذاء للمعدة أثناء العمليات التي تجرى باستخدام أدوات داخل الجهاز التنفسي.
خلال عملية الزراعة، يقوم الطبيب بخلع كل واحدة مِنْ اللوزتين عبر قطع الرباط الذي يدعمهما ويؤمن ثباتهما داخل منطقة الحلق وذلك برؤية مباشرة باستخدام منظاره الخاص بذلك. بعد انتهاء العملية، يتم وضع قطعة قطنية رقيقة ذات طرف خيط لتسهيل نزعه فيما بعد لمنع النزيف. غالباً ما يستطيع معظم الأطفال مغادرة المستشفى بيوم واحد فقط بينما يحتاج البعض الآخر لقضاء ليلة إضافية للتأكد من التعافي الجيد قبل العودة للبيت.
بالحديث عن فترة التعافي وبعض المضاعفات محتملة الحدوث: تشمل الأعراض العادية بعد العملية زيادة كميات البلغم وخروج الدم مع القيء وقد تستمر جميع تلك المشاكل لبضعة أيام إلى أسبوع تقريباً حتى تهدأ تماما. بالإضافة لذلك فقد يشعر بعض الأشخاص بالألم عند بلع الطعام والسوائل نتيجة لإضعاف عضلات فمه وحنجرته مؤقتاً؛ لكن يمكن تخفيف الأمر بشرب الكثير من السوائل والدواء المناسب بناءً على توصيات طبية محترفة. الجدير بالذكر أنه رغم كون احتمالية الدخول بمصلحة الرعاية المركزة قليلة جدا إلا أنها تبقى واردة لدى الأفراد ذوي الحالات الصحية غير مستقرة كزملائهم ممن يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية مثلا. وفي نهاية المطاف، فإن قرار الخوض باستئصال هذه الجزء المتواجد خلف سقف الفم ودورانه البيضاوي اللون أمرٌ ينفرد فيه اختصاصيون متخصصون ويعتمدون عوامل عديدة لصنع القرار بشأن مدى الضرورة القصوى لهؤلاء الحالات المعينة.