نعم، صناعة الطعام وتقديمه بنية أن ثوابه للأموات جائز ولا إشكال فيه، وهو نوع من أنواع الصدقة. يدعم هذا الحكم حديث ابن عباس رضي الله عنهما، حيث قال: "أن سعد بن عبادة توفيت أمه وهو غائب عنها، فقال: يا رسول الله، إن أمي توفيت وأنا غائب عنها، أينفعها شيء إن تصدقت به عنها؟ قال: (نعم). قال: فإنني أشهدك أن حائطي المخراف صدقة عليها" (البخاري). كما ورد في حديث آخر عن عائشة رضي الله عنها: "أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم إن أمي افتلتت نفسها، وأظنها لو تكلمت تصدقت، فهل لها أجر إن تصدقت عنها؟ قال: (نعم)" (البخاري ومسلم).
ويؤكد النووي رحمه الله على أن الصدقة عن الميت تنفع الميت ويصل إليه ثوابها بإجماع العلماء. كما أن كون الطعام مما يحبه الميت لا يؤثر شيئا، وإنما المدار على الصدقة نفسها. وقد حكي الإجماع على وصول ثواب الصدقة للميت.
وبالتالي، يمكن للمسلم أن يصنع الطعام ويقدمه كصدقة عن الميت في أي وقت دون الحاجة إلى مناسبة خاصة. والمدار على الصدقة نفسها، سواء كان الطعام مما يحبه الميت أو لا. والأجر والثواب يصلان إلى الميت بإذن الله.
والله أعلم.