الحمد لله، وبحمده. بالنسبة لسؤالك حول التزام أبنائك بمبالغ الإنفاق التي قدمتها لكِ أثناء فترة تعليمك، هناك عدة جوانب مهمة يجب مراعاتها وفقاً للشريعة الإسلامية.
الأموال التي ينفقها الآباء على أبنائهم - سواء كانت نفقة واجبة أو مستحبة - ليست ديونا عليهم. نفقة الوالدين على أولادهم الفقرين هي حق وإلزام عليهما فقط حتى بلوغ الذكور والبنت حتى الزواج، حسب أغلبية أقوال العلماء. ولكن، لا يشمل هذا إلزام النفقة للأطفال المتعلمين الذين أصبحوا قادرين على العمل وكسب الرزق.
إذا كانت تلك الأموال خاصة بتعليمة اللازم لتوفير لقمة العيش لأطفالك بشكل مباشر أو لتحقيق هدف حياتي مثل الزواج، فهي تعتبر أمراً حلالاً وهبة من والديْك ليس لها الحق في الرجوع إليها مرة أخرى. ومع ذلك، إذا تم منحك لهذه الأموال تحت شرط أنها ستكون "دينا"، وهذا القبول كان ضمن توقيع اتفاق محدد، هنا يمكن اعتبار الأمر دينا عليك وسيتطلب رد المال المستقطع.
تجدر الإشارة أيضا إلى نقطة هامة وهي أن الهدايا والعطايا المعطاة من الوالدين لأطفالهم قابلة للتغيير باستثناء حالة واحدة وهي عندما يعطي الوالد لابنه شيئا معينة ويختار استعادتها لاحقا. وفي حالتكم الخاصة، حيث ذكرت أن والديك ظنا أنه سيكون ديناً لك، ولكنه لم يتم الاتفاق عليها رسميًا كتوقيع عقد مثلاً، فهو بالتالي يعتبر هدية وليس لديهم الحق القانوني لاستعادة هذا الدعم المادي.
لكن، دعونا نتذكر دائماً أهمية الاحترام والتقدير تجاه جهود ومبادرات الوالدين بغض النظر عن الجانب المالي للموضوع. العلاقات الإنسانية تستحق الكثير أكثر بكثير مما نراه بعيون مادية فقط.
وفي النهاية، نسأل الله عز وجل أن يوفقك وييسر أمرك ويكرم والديك بفضله وجوده.