في رحلة الأمومة، يمر الطفل بتغيرات مثيرة ومذهلة منذ لحظة الإخصاب وحتى الولادة. وفي هذه الرحلة الطويلة التي تستمر تسعة أشهر تقريبًا، يشهد جنينك تطورات ملحوظة كل أسبوع وكل شهر. سنركز هنا على الفترة الحساسة بين بداية الحمل ونهايته، مع التركيز بشكل خاص على ما يحدث عندما يدخل طفلك الثلث الثالث من الحمل - وهو الشهر السادس بالتحديد.
بحلول نهاية الشهر السادس من الحمل، قد يصل متوسط وزن الجنين إلى حوالي 680 غراماً، ولكن هذا الرقم يمكن أن يتغير بناءً على عوامل مختلفة مثل جنس الجنين والتاريخ الطبي للأم. يُعتبر الوزن الزائد أو القليل غير طبيعي وقد يستدعي استشارة طبية للتأكد من سلامة وصحة كلا من الأم وجنينها.
خلال هذه المرحلة المتقدمة من الحمل، تبدأ الأعضاء الداخلية للجنين في النمو والعمل بكفاءة أكبر. الدماغ والقلب والكبد والكلى جميعها تصبح أكثر نضجاً. بالإضافة إلى ذلك، يبدأ الجلد في الانكماش نحو الداخل لأن الدهون تحت الجلد بدأت في التكون مما يعطي مظهراً أقل شفافية للجسم. كما تبدأ الأظافر بالنمو وتصبح قابلة للملاحظة حتى قبل ولادة الطفل مباشرةً.
من الناحية النفسية والعاطفية، فإن حركة الطفل وأصوات حوله تدريجياً تشكل أساس ذكرياته المستقبلية. لذا فهو قادر الآن على التعرف على صوت والدته ويمكن أن يستجيب للحركات والإيماءات الخارجيين بطرق بسيطة لكن ذات معنى كبير لهؤلاء الذين يحبونه ويعتنون به.
إن فهم كيفية تغير جسم طفلك أثناء مرور الوقت ليس فقط مهماً لأسباب صحية بل إنه أيضا يساعد في تعزيز الرابط العاطفي بينك وبينه. إن الشعور وكأنك تعرف كل خطوة صغيرة يسير فيها صغيرك هو جزء مهم جداً من التجربة برمتها لتكوين عائلة جديدة مليئة بالحنان والحب.