تأثيرات ارتفاع درجة حرارة الجسم بعد الولادة لدى الأمهات: فهم العوامل والأعراض وكيفية التعامل معها

التعليقات · 8 مشاهدات

يعدّ ارتفاع درجة حرارة الجسم بعد الولادة حالة طبيعية شائعة بين النساء اللواتي ولدن حديثاً. يُطلق عليها اسم "الحمى النفاسية" أو ما يعرف أيضاً بـ "حمى ا

يعدّ ارتفاع درجة حرارة الجسم بعد الولادة حالة طبيعية شائعة بين النساء اللواتي ولدن حديثاً. يُطلق عليها اسم "الحمى النفاسية" أو ما يعرف أيضاً بـ "حمى النفاس". تحدث هذه الحالة بسبب مجموعة متنوعة من الأسباب المرتبطة بالعمليات الفسيولوجية الطبيعية لجسم المرأة أثناء فترة النقاهة بعد الولادة. سنستعرض هنا تفاصيل أكثر حول هذا الموضوع.

تظهر الحمى النفاسية عادةً خلال أول أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع عقب عملية الوضع. يمكن أن يصل متوسط ​​درجة حرارتها إلى حوالي 101 درجة فهرنهايت (38.5 درجة مئوية). يتميز هذا النوع من الحمى بفترة قصيرة نسبياً وتكون غير مصحوبة بأعراض أخرى مثل القشعريرة والشعور العام بالتعب الشديد كما يحدث عند الإصابة بنزلات البرد التقليدية.

يرجع سبب هذه الظاهرة بشكل رئيسي إلى انخفاض مستويات هرمون الاستروجين والبروجسترون في جسم الأم بعد الولادة وانقطاع الحمل. يعمل هذان الهرمونان كمنظِّمين للدورة الشهرية والحفاظ على استقرار درجة حرارة الجسم قبل وأثناء الحمل. بمجرد خروجهما من مجرى الدم، يواجه الجسم مرحلة انتقال مؤقت قد تتسبب في بعض الأحيان باختلال توازن العمليات البيولوجية مما يؤدي لارتفاع طفيف ومؤقت في درجة الحرارة.

بالإضافة لذلك، تلعب العدوى دوراً هاماً أيضاُ في ظهور حمى النفاس؛ إذ تعاني العديد من السيدات من التهاب المهبل الجرثومي أو التهاب بطانة الرحم نتيجة لتغيرات بيئية داخل الجهاز التناسلي للمرأة خلال مرحلة المخاض والولادة. بالإضافة لذلك، فإن وجود قطعة صغيرة من المشيمة داخل تجويف الرحم غير المرئي للعين المجردة والتي تسمى القطبية الصغرى، يمكن أن تشكل مساحة خصبة لمسببات أمراض محددة تكافح جهاز المناعة الخاص بالأم ضدها وقد تؤثر سلباً على تنظيم درجات الحرارة الداخلية للجسد.

قد يشعر البعض بخوف عندما يلاحظ ظهور علامات مشابهة لحمى النفاس ولكن ليس هناك حاجة للقلق الزائد مادامت الأعراض ضمن نطاق طبيعي ولا تصحب بألم شديد أو نزيف مهبلي غزير وغير ذلك من المؤشرات الخطيرة الأخرى التي تستوجب الرجوع فوريا لرعاية طبية متخصصة. ومعظم حالات تلك الحالة تمر بدون تدخل علاجي فعلي، إلا أنه ينصح بإجراء زيارة روتينية دورية للفحص والتأكد من سلامتك وصحة طفلك الجديد تحت إشراف اختصاصيين ذوي خبرة عالية في مجال الصحة النسائية والولدانيات للحصول على توجيه دقيق ومتابعة منتظمة لأحوال حالتك الصحية العامة وضمان عدم تجاهل أي مضاعفات محتملة محتملة تطرأ لاحقاَ أثناء رحلتك نحو التعافي وعودة الحياة اليومية التدريجية لعيش حياة صحية ونشيطة مرة ثانية برفقة مولودك الأخير الغالي!

التعليقات