يلعب التثقيف الصحي دورًا حاسمًا في تحقيق مجتمع أكثر صحة وسعادة. فهو يشكل أساس فهم الأفراد لكيفية الحفاظ على صحتهم وتجنب الأمراض. يهدف هذا النوع من التعليم إلى نشر المعرفة حول الصحة الجيدة وأساليب العيش الصحية بين جميع أفراد المجتمع بغض النظر عن العمر أو الخلفية الثقافية.
تتضمن مقومات التثقيف الصحي الشامل تقديم معلومات دقيقة ومحدثة بشأن الوقاية من الأمراض وعلاجها، بالإضافة إلى تشجيع الأنماط المعيشية المنتجة والمغذية. يمكن لهذه البرامج أيضاً مساعدة الفئات الأكثر عرضة للمخاطر مثل الأطفال وكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة الذين قد يحتاجون لتوجيه خاص ومساعدة متخصصة للحصول على الرعاية المناسبة.
على سبيل المثال، توفر دروس التربية الصحية للأطفال المهارات اللازمة لاختيار نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة بانتظام والتعرف على علامات الإنذار المبكرة للمشاكل الصحية المحتملة والتي يمكن التعامل معها مبكرًا لمنع المضاعفات الخطيرة مستقبلًا. أما بالنسبة للبالغين، فإن الدورات المتعلقة بالصحة النفسية والصحة البيئية تلعب دوراً هاماً في تحسين رفاهتهم بشكل عام ومنهج حياتهم نحو حياة أكثر طمأنينة واستقراراً عموماً.
ومن الجدير بالذكر أنه ليس فقط المؤسسات الحكومية هي المسؤولة عن تطوير ونشر الأدوات الخاصة بالتوعية والتدريب الصحي؛ بل ينبغي لنا كمستفيدين منه مشاركة هذه الرسائل النبيلة عبر شبكات التواصل الاجتماعي وغيرها من المنابر المتاحة لنشر رسالة "الصحة أولاً". إن الاستثمار الحالي في مجال التثقيف الصحي سيُحدث فرقًا كبيرًا فيما يتعلق بتحقيق اهداف الاستراتيجيات الوطنية الطويلة المدى لسياسات النمو الاقتصادي المستدام وضمان سلامة المواطنين وصحة السكان المحليين عالمياً وبالتالي تنمية البلدان بكافة جوانب الحياة الإنسانية المختلفة بما فيها الجانب التنموي والثقافي والعلمي والعمراني....إلخ!