في صحيح حديث نبوي شريف، ينقل لنا صحابي جليل قصة مثيرة حول مكانة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومكانته بين بني آدم. وفقاً لهذا الحديث الذي رواه الطبراني وابن البختري، التقيت إحدى الخدم التي كانت تخدم آل البيت برسول الله رجلاً مغتاظاً، حيث قام بتذكيرها بأن رسول الله لن يكون لها أي نفوذ أو تأثير لدى الله سبحانه وتعالى لحمايتها منه. عند علم الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا الأمر، خرج وغضب شديد، وحاول الأنصار تهدئة الوضع ولكنه أكد لهم أنه حتى لو أمرهم بإيذاء أقرب الناس إليهم فلن يترددوا في طاعة أوامره المقدسة. ثم صعد المنبر وأعلن رسالة هامة لكل المستمعين: "أنا سيد ولد آدم ولا افتخار". كما أضاف قائلاً: "أنا أول من تنشق الأرض عن جسده يوم القيامة ولا افتخار؛ أنا أول من ينفض عنه تراب القبر وينجو بالحياة الآخرة بلا مزايدة؛ أنا أول دخول للجنة بدون مدعاة."
وعلى الرغم من أهمية هذه الرسالة الوضيعة، فإن هذا الحديث غير ثابت النسبة إلى الصحابي الجليل جابر بن عبد الله. هناك عدة عوامل تضعف هذا الحديث:
- تفرّد عدد من الراويين بهذا الحديث عن جابر، مما يؤثر بشكل كبير على درجة الثبوت والتواتر.
- يوجد ضعف وشبهة نفسيات في راويين رئيسيين في السند هما عبيد بن إسحاق والقاسم بن عبد الله بن عقيل. ويشتمل ذلك على اعتراضات نقدية واضحة وردود فعل مختلفة من علماء كبار مثل البخاري والترمذي وابن خزيمة فيما يتعلق بمصداقية أسرتهم وطرق نقل الأخبار.
- توثيق أسرتي عبيد والقاسم ملحن بتاريخ مشكوك فيه، وهو ما يعني عدم وجود توافق شعبي واسع بشأن نزاهتها ومعايير موثوقيتها كمصدر للمعلومات التاريخية والمذهبية الإسلامية.
- خلاصة القول، لم يتم قبول هذا الحديث ضمن التصنيف القرآني للشريعة الإسلامية لأسباب أدلة نقليّة وبناءً على التحقيق الموضوعي لوثيقة النص نفسه وسلسلته المتصلة بالتراجم الداخلية له.
وفي النهاية، يجب التأكيد بأن تعظيم مقام الرسول الكريم فوق كل البشر هو توجيه إيماني ضروري يستحقه نبينا المجتبى والذي يحفظ فضائل الدين الإسلامي ويتبع سنن كتاب رب العالمين وسنة خير البرية مهما بلغ ارتفاع درجات محياه عند الكرام البررة المقربين منهم ومن بعدهم بحسب وعد الحق جل وعلى وعجز فهم بشر محدود تقبله يقظة قلب مؤمن صادق يرجو رحمة باسط اليدين بخير الدنيا والآخرة لعباده المتحاببين فيها بإخلاصه لصاحبه المصطفى ونبيه الأمي الأمثل للأجيال عبر الزمان والمكان إنه نعم المولى ونعم النصير!
