تعد فحوصات سائل النخاع الشوكي، المعروفة أيضًا باسم لومبار بونكتور، استراتيجية تشخيص رئيسية تُستخدم بشكل شائع في الطب الحديث. هذه العملية تتضمن جمع عينات صغيرة من سائل الدماغ والنخاع الشوكي لإجراء اختبارات مختلفة. غالبًا ما يتم استخدام هذا الإجراء لتقييم وظائف الجهاز العصبي المركزي والاستجابة لأي أمراض محتملة أو العدوى.
في البداية، يبدأ الأطباء بتحضير المريض واختيار الموقع الأكثر ملاءمة للعملية، والذي عادةً مايكون بين الفقرتين القطنيتين الرابعة والخامسة. بعد ذلك، يشكل الطبيب منطقة معينة باستخدام محلول مطهر للتأكد من بيئة آمنة ومغلقة. ثم يقوم بإدخال إبرة رقيقة تحت الجلد وخلال الحبل الشوكي إلى تجويف الصدغي، وهو المنطقة التي يوجد فيها سائل النخاع الشوكي. بمجرد الوصول إلى الجيوب الفقرية الصحيحة، يتم أخذ العينات برفق وتجمعها في أنابيب خاصة للاختبار.
هذه العينات قد تخضع لمجموعة متنوعة من الاختبارات بما في ذلك تحليل الخلايا، والكشف عن المواد الكيميائية أو البروتينات غير العادية، وكشف وجود خلايا دم حمراء أو بيضاء أو بروتينات أخرى مرتبطة بالأمراض مثل التهاب السحايا أو الحالات ذات الصلة بالدماغ والأعصاب الأخرى.
على الرغم من كونها إجراءً مؤلماً قليلاً وغير مريح للمرضى في بعض الأحيان، إلا أنها تعتبر طريقة فعالة للغاية ولها مخاطر نسبية قليلة عندما تتم يد الطبيب المحترف والمؤهل. يمكن لهذه الفحوصات تقديم معلومات قيمة حول الصحة العامة للجهاز العصبي وقد تكون حاسمة في تحديد العديد من الأمراض والعلاجات المناسبة لها. لذلك، فإن فهم عملية فحص سائل النخاع الشوكي وأهميتها يعد جزءاً أساسياً من معرفتنا الصحية العامة.