عندما كنت مسافرًا إلى جدة في أيام العشر من ذي الحجة، وجدت شخصين من العجم يرتديان لباس الإحرام، وكانا ينويان القيام بمناسك الحج. عند بلوغنا الميقات، أخبرتهم أنه يجب عليهم عقد النية، وعندما سألتهم عن نوع الحج الذي يريدون القيام به، اكتشفت أنه حج تمتع لكلا الشخصين. واجهوا صعوبة في التلفظ بالنية، فقررت مساعدتهم بالتهجئة الصحيحة، فقلت: "لبيك اللهم حجًا متمتعًا بها إلى عمرة".
وفقًا للفقهاء، نية الدخول في النسك محلها القلب، واستحب التلفظ بتحديد النسك لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم. إذا لم يتلفظ الشخص أو أخطأ بسبق لسان، فإن إحرامه صحيح على ما انعقد في قلبه. في هذه الحالة، نية الشخصين كانت حج تمتع، ولو أخطأت في التلفظ، فإن العبرة بما في قلبهما.
لذلك، حج الشخصين وتمتعهما صحيح، وليس عليك ولا عليهم شيء. والله أعلم.