كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي أهمية كبيرة للغسل من الجنابة، حيث يعد أحد أركان الإسلام الخمسة. وبحسب الحديث الشريف، يغسل الجنب فرجه ومضمضة واستنشاقه مرة واحدة في البداية، وهذا كافي شرعاً. فقد روت عائشة رضي الله عنها أنها "كانت تسألني هل رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ بعد الغسل من الجنابة؟ فأقول: لا".
وفيما يخص نية الغسل، فهي أمر ضروري حسب قول الرسول صلى الله عليه وسلم " إنما الأعمال بالنيات"، ولكنه لا يلزم فيها تحديد نوايا متعددة. يجزي فرضياً أي من ثلاثة أشياء: رفع الحدث الأكبر، أو إباحة الصلاة، أو مجرد الرغبة في الطهارة لأداء عبادة تتطلبها. وفي هذا السياق، يشترك كل من المالكيّة والشافعية والحنابلة بأن نية محدثة مثل الغسل تفوق الأخرى بمفهوم الاستيعاب، لذا يمكن اعتبار نيّة رفع الحدث الأكبر شاملة لنزع حدوث أصغر منه أيضا وهو حدث الصغير كما ذهب إليه الإمام أبو بكر بن العربي.
ومن المهم التذكير هنا أنه حتى لو تم الغسل بطريقة غير مسنونة ولكن بشكل كامل وبنية صادقة لرؤية رفع الحدث الأكبر، فهذا يبقى جائزا ويحقق المقصد الشرعي. ومع ذلك، ينبغي الانتباه أنه عند وقوع حدث جديد خلال فترة الغسل نفسه، يستوجب إعادة الوضوء قبل مواصلة الخطوات التالية للغسل.
ختاماً، وإن كانت هناك طرق مختلفة لتحديد كيفية أداء الغسل منها التفصيل الكبير لها عبر مراحل عدة، إلا انه يتفق معظم الفقهاء على سهولة وغنى هذه العملية الدينية عندما يتم اتباع القرآن الكريم والسنة المطهرة فيها بكل بساطة ونقاء القصد والإخلاص لله عز وجل.