- صاحب المنشور: نعمان الدمشقي
ملخص النقاش:
نظراً إلى الازمة التي يعيشها المجتمع، أصبح من المهم الإشارة إلى أن التغيير لا يكون دائماً عنيفاً. قد تبدأ بعض الثورات بطبيعتها العنيفة ولكن الاستمرار في استخدام العنف كوسيلة لتحقيق التغيير يؤكد على الفشل في الوصول للحل السلمي والاستراتيجيات المدروسة.
من جانب آخر، لا يجب أن تكون الثورة الوحيدة المسار نحو التغيير. الإصلاح والتطوير من داخل النظام يمكن أن يحقق نفس الأهداف بشكل يستحق المجتمع مع التقدير للوقت والجهود. يعتبر التحدي هنا كيف يمكن تحفيز الأرضية الصلبة لإجراء إصلاحات فعّالة دون أن يشل من قدر المجتمع على التقدم بذاته.
ينبغي لنا البحث عن توازن بين التغيير التدريجي والدعم الشجاع للمبادئ الرئيسية بدلاً من رؤية أحد الخيارين كمقاومة الآخر تماماً. في بعض الحالات، يتطلب التغيير جذريًا وسريعًا نوعًا من الضغط الخارجي للإصلاح الداخلي ولكن ينبغي ألا ننظر إلى الثورات باعتبارها الوسيلة الوحيدة لهذا الضغط.
هناك أمثلة كثيرة على نجاح الإصلاحات الداخلية التي قادتها شخصيات ذكية وحازمة ضمن المؤسسات نفسها. يعتبر الرئيس الروسي بوتين مثالًا على ذلك حيث حقق تحولات عميقة داخل روسيا دون الاعتماد الكامل على الثورة.
ينبغي لنا أن نضع في اعتبارنا أن بعض الأنظمة القمعية تتطلب الضربة القوية للخروج من دوامة الكسل والتمسك بالسلطة. ينبغي علينا أن نسعى إلى إيجاد حلول سلمية للتغيير ولكن الواقع يثبت أنه ليس كل الأنظمة تتبدد بالمحادثات والتشاور.
ينبغي لنا أن نعتبر أن الثورات ليست الحل الأمثل دائماً خاصة حين تؤدي إلى المزيد من الدمار والإصابات. نحن بحاجة لاستكشاف طرق أخرى لإحداث التغيير الذي يحتاجه مجتمعنا دون تسليم الأرواح بريئةً.
سيساعد ذلك على تحقيق تغيير إيجابي في المجتمع دون أن يشل من قدر المجتمع على التقدم بذاته. ينبغي لنا أن نبحث عن الحلول التي تتناسب مع احتياجات المجتمع وتحقق التغيير بدون أي خسائر.
عبدالناصر البصري
16577 مدونة المشاركات