الحمد لله، اصطحبتنا الفتوى إلى موضوع مهم يتعلق بالأحكام المتعلقة بديون المتوفين وعلاقة ذلك بالنذر الديني. عند وفاة شخص قام بنذر القيام بالحج نيابة عن آخرين لم يؤدوها سابقًا، يجب الوفاء بهذه التزامات حسب تعاليم الإسلام. حيث أكدت الأحاديث النبوية أهمية الوفاء بالنذر عندما يتم تقديمه طاعة لله عز وجل.
النذر هنا يفترض أنه كان متاح التنفيذ خلال حياة الشخص، لكن بسبب الظروف الصحية الصعبة قبيل الوفاة، بالإضافة إلى وضع الحرب الذي جعل تسييل أموال التركة صعبًا، تم تأجيل تنفيذ النذر مؤقتًا. ومع ذلك، وفقًا للشريعة الإسلامية، ينصح بالإسراع في سداد ديون الموتى، بما فيها النذور والتكاليف المرتبطة بالتكفير والمعاصي الأخرى. وهذا يعود لأسباب أخلاقية وقانونية تتضمن احترام حق الآخرين وتحقيق العدالة بعد الحياة الدنيا أيضًا.
ومع الوضع الحالي الذي يتطلب الاستدامة المالية للأطفال الأصغر سنًا الذين ورثوا التركة، لا يمكن طلب اقتراض الأموال لإتمام النذر بمفردهم. فالأولوية هي دعم هؤلاء الأطفال وعدم تحميلهم عبئا ثقيلا غير ضروري في الوقت الحالي. إلا أن إظهار الرغبة في المساعدة والإخلاص من جانب الأقارب وزوجات أبنائهم يعد عمل صالح ومشجع بشكل كبير.
إذا رغب أحد أفراد العائلة المقربين في مساعدة الأسرة في تحقيق نذر الرجل الراحل، خاصة إذا كانوا قادرين على الفور على سد أي دين دون تحمل أعباء جديدة عليهم، فهذا العمل سيعتبر بمثابة صدقة جارية وطيبة كبيرة تجاه الفقيد. وفي النهاية، إن الأمر يرجع للاختيار الحر لكل فرد ضمن السياق السياسي والقانوني المحلي الخاص بكل قصة مماثلة. كما يجب مراعاة القدرة الاقتصادية والصحة النفسية لكافة المعنيين بالأمر للحفاظ على السلام الاجتماعي داخل المجتمع نفسه أثناء التصرف فيما تبقى من ممتلكات الفقيد.
ويتعين التأكيد مرة أخرى بأن الوصايا الخاصة بوحدات العقار والتي تخلق إيراد مستقر تكفي لتلبية الاحتياجات الضرورية للعائلات الصغيرة شرط أنها لن تزعزع أساسيتها وظروف حياتهن الطبيعية. فعلى الرغم من وجود تحديات حالياً، تبدو الحلول متاحة بينما تستعيد المنطقة حول العالم توازناتها الاجتماعية والاقتصادية تدريجياً بعودة الحياة للاستقرار مجددًا بإذن الله.