تعتبر زيادة درجة حرارة الجسم حالة شائعة بين البالغين وقد تحدث بسبب مجموعة متنوعة من العوامل. يمكن أن تكون هذه الزيادة مؤقتة نتيجة لعدوى مثل نزلات البرد أو الأنفلونزا، أو قد تشير إلى مشكلة صحية أكثر خطورة تتطلب الرعاية الطبية الفورية. فيما يلي بعض الأسباب الأكثر شيوعاً وراء ارتفاع درجة حرارة جسم الشخص البالغ وكيف يمكنك التعامل معها بشكل صحيح.

أولاً، العدوى الفيروسية هي السبب الأكثر انتشاراً لأعراض الحمى لدى البالغين. هذا النوع من العدوى يسبب الجهاز المناعي إنتاج بروتين يسمى "interleukin-1"، والذي بدوره ينشط مراكز تنظيم درجة الحرارة في الدماغ لتوجيه الجسم لإنتاج المزيد من الحرارة وبالتالي رفع درجة حرارته. الأمثلة الواضحة لهذه العدوى تشمل الإنفلونزا ونزلة البرد التي غالباً ما ترتبط بحالات أخرى كآلام العضلات والتعب والسعال الجاف. عادةً، ستقلل المضادات الحيوية من الأعراض وستساعد الجسم على مكافحة المرض بسرعة أكبر؛ ولكن يجب العلم بأن مضادات الحيوية ليست فعالة ضد الفيروسات.

ثانياً، هناك العديد من المشكلات الصحية الخطيرة التي يمكن أن تؤدي أيضاً إلى ارتفاع درجات الحرارة بما فيها التهاب الصفاق (التهاب الغشاء المبطن للبطن)، التسمم الغذائي، أمراض القلب، وأحياناً السرطان. إذا كنت تعاني من حمى عالية -عادة فوق الـ38°C- مصحوبة بأعراض أخرى مثل القيء المستمر، الصداع الشديد، الخفقان، أو فقدان الوزن المفاجئ، فمن الضروري استشارة الطبيب فورياً للحصول على التشخيص والعلاج المناسب.

في معظم الحالات، يمكن إدارة الحمى المنخفضة إلى المتوسطة باستخدام الراحة المناسبة والإدارة الذاتية للألم والأعراض الأخرى. تناول الكثير من السوائل مهم جدا للمساعدة في منع الجفاف والحفاظ على وظائف الجسم الطبيعية أثناء محاربة العدوى. الأدوية غير المشروطة مثل باراسيتامول (تايلينول) وإيبوبروفين (أدفيل موترين) متاحة بدون وصفة طبية ويمكن استخدامها لتقليل الألم وخفض درجة الحرارة. ومع ذلك، فإن الاستخدام طويل المدى لهذه الأدوية ليس مستحسن ويجب عدم تجاوز الجرعات المقترحة إلا تحت إشراف طبي.

باختصار، بينما تعد الحمى أحد ردود فعل الجسم الدفاعية، فهي أيضًا عرض يستحق الانتباه إليه خاصة بالنسبة لكبار السن الذين قد يكونوا أكثر عرضة لمضاعفات الحمى المختلفة. إن فهم أسبابها المحتملة واتخاذ الإجراءات العلاجية المناسبة أمر أساسي لصحتكم العامة.