كيف نجمع بين دخول أهل الفترة الجنة وبين حديث لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة؟

التعليقات · 4 مشاهدات

الحمد لله، لا تعارض بين الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم، والذي يقول: "إنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة"، وبين ما ذهب

الحمد لله، لا تعارض بين الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم، والذي يقول: "إنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة"، وبين ما ذهب إليه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من أن أهل الفترة البالغين يدخلون الجنة بعد الامتحان.

فبعد الامتحان، منهم من ينجح بالامتحان ويصير بذلك مسلما ومستسلما لله، فيدخل الجنة، فينطبق عليه حديث "لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة" لأنه لم يدخلها إلا بعد أن أسلم. ونص عبارة شيخ الإسلام واضحة في أن المراد أن الذين يدخلون الجنة من أهل الفترة بعد الامتحان هم من أطاعوا (فمن أطاع حينئذ دخل الجنة ومن عصى دخل النار).

وقد نص على هذا المعنى بعبارة أوضح في كتاب "الرد على الشاذلي" (1/131)، حيث قال شيخ الإسلام: "والأصلُ الجامعُ في هذا الباب: أنه لا يَدخُل الجنةَ إلا مؤمن، وكلُّ مؤمن فلابدَّ له من دخول الجنة، وأنَّ كلَّ كافر فلابد له من دخول النار، فمن آمن بالرسل فإنه لا بدّ له من الجنة، ومن كذَّب الرسل فلا بدّ له من العذاب. ومَن لم يصدِّقهم ولم يكذِّبهم، لكونه لم تبلغه الرسالة لم يكن من هؤلاء ولا من هؤلاء، بل يُحال أمره على علم الله، وقد جاءت الآثار بأن هؤلاء يُرسل إليهم الرسل في الدار الآخرة، وحينئذٍ فينعَّم المؤمن ويُعاقَب المكذب".

وبالتالي، فإن دخول أهل الفترة الجنة بعد الامتحان لا يتعارض مع حديث "لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة"، لأنهم بعد الامتحان يصبحون مسلمين ومستسلمين لله، فيدخلون الجنة بناءً على ذلك.

التعليقات