في هذه الفتوى الفقهية، نتناول قضية حساسة تتعلق بحلف شخص وعدم عودته لمنزل الأهل إلا بعد بيع طيور معينة، حيث قام أحد أفراد العائلة بكذبة لتغيير قراره. إليك التحليل الدقيق لهذا الأمر وفق الشريعة الإسلامية:
إذا حلف الشخص عدم القيام بشيء ولم يقوم بذلك الشيء نتيجة خطأ أو جهل أو نسيان، فهو ليس محنثًا ولا يجب عليه أداء الكفارة حسب المذهب المالكي والحنفي والحنبلي. وذلك لأن الحنث لا يكون إلا بالإرادة والعمد، أما الأفعال الأخرى مثل النسيان والجهل فتكون بدون قصد مخالف للقسم. لذلك فإن أقوال الفقهاء تشير إلى أن اخيك لم يكن محنثاً عندما عاد إلى المنزل بناءً على خبرتك الزائفة بأن الطيور قد بيعت بالفعل.
ومع ذلك، هناك جانب مهم يجب التأكيد عليه وهو حرمة الكذب بشكل عام في الإسلام لما له من تداعيات سلبية تؤدي للشقاء والفجور وفق الحديث النبوي "إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور". لذا ينصح بالتوبة النصوح عند ارتكاب أي نوع من أنواع الغش والخيانة.
بالعودة إلى حالة اخيك، اذا عاد لاحقا واكتشف وجود الطيور وكان مدركا لإخلاافه الوعد الأصلي ولكنه اختار الاستمرار في العيش في المنزل رغم العلم بخطئه، حينها سيعتبر محنثا ويتحمل مسؤوليته الشخصية وتوجب عليه دفع كفارة اليمين المفروضة وهي تحرير رقبة مؤمنة او إفطار شهر كامل او كسف رأس فقير. اما اذا افترض انه حقق هدف اقناع صاحب اليمين بتحريره مما كان ملتزم به الا انه مازال مجهولا لعلاقتهم الجديدة فقد لا تحسب هذة الحالة ضمن حالات الحنث بالنذر وانما تعتبر مجرد مثال لاستخدام الخداع لتحقيق مآرب شخصية بلا اعتبارات الاخلاق والدينية . وبالتالي فان الحكم النهائي مرتبط بموقف الانسان الحالي ومعرفته بذاته واحكام الدين المرتبطة باخلاله بالعهد والقسمات المقدسة لديه . نسأل الله المغفرة والتوجيه نحو الطريق المستقيم لكل المسلمين والمسلمات اميييييييييييين