في الإسلام، تعتبر العلاقات الزوجية علاقة مقدسة يقوم عليها الاحترام المتبادل والثقة والأمان. عند حدوث جريمة مثل الزنا من قبل أحد الشريكين، تتغير المعادلة ويتعين على كلا الطرفين اتخاذ قرارات صعبة لحماية حقوقهما وصيانة هيبتهما. هنا نوضح القواعد والتوجيهات الدينية فيما يتعلق بهذا الأمر المحرج.
إذا ثبت وقوع الزنا من جانب أي من الزوجين، لا يؤثر ذلك بشكل مباشر في عقد الزواج نفسه. ومع ذلك، يجب التعامل مع الوضع بحذر شديد. يُشدد القرآن الكريم على أهمية حفظ الأعراض وحماية البيوت من الوقوع تحت تأثير شركاء غير صالحين. يقول الله عز وجل في سورة النساء الآية 19: "ولا تعضلوهنّ ليذهبن بعضا مما آتيتموهنَّ إلا أن يأتين بفاحشة مبينة." يشرح هذا النص منع انتقاص الحقوق المالية للزوجة بسبب خطأ ارتكبته، باستثناء حالات الزنا الواضحة التي تسمح بتغيير ظروف العقد نحو الإصلاح أو الانفصال حسب الظروف.
ومن ناحية عملية، عند اكتشاف زنى الزوجة، يحق للزوج طلاقها. لديه أيضًا الحق القانوني في المساومة بشأن مهرها للحصول على جزء منه كجزاء لما حدث. وبالمثل، لو تم الكشف عن زنى الزوج، تحصل الزوجة ذات الحق في طلب الطلاق أو الخلع بناءً على الضرر الذي تعرضت له نفسياً وعاطفياً نتيجة تصرفاته غير اللائقة.
أما بالنسبة للتائب والمغفور الذنب ممن غلط سابقاً وتاب، يبقى القرار النهائي بين يديك يا صاحب البيت! إن كنت ترغب بمواصلة حياتك معه مستقبلاً رغم سوء فهم الماضي، فتلك مسؤوليتك الشخصية وحدك أمام رب العالمين وخالق البشر جميعا! ولكن تأكد دوماً بأن التسامح والإصلاح هما أساس حياة سعيدة وطويلة الأجل داخل أسوار المنزل الموحد.. بينما قد تقود المصاعب النفسية المستمرة وعدم القدرة على تجاوز تلك اللحظات المؤلمة للإنسان لقرار الفصل المؤقت أو الدائم باعتبار إنه لصالح الجميع بما فيه أبنائكم الذين سيجنون الثمار المريرة لاحقاً إن تركتم لهم ذكرى سيئة عنها وستكون عامل سلبي عليهم أثناء مرحلة التربية والشباب والعقلانية أيضاً... لذلك تفاوض واجعل السلام داخلك الخارجي دائما هي خيار أفضل دائمًا بغض النظر عمّا يحدث حولكما.... ولا تنسي تدخل المقربين العاقلين الناصحين لك خلال طريق اكتشاف الذات واتخذ منهم مصدر استشارتك ونصحك خاصة ممن لديهم خبرة طويلة وواسعة بالحياة وزواجها وأسرتها متينة ومثالية. نسأل الله الرحيم الرحيم الرحيم لنا ولكم التوفيق والسداد وغفران الذنوب والصفح والجنة بلا حساب. آمين