الحمد لله رب العالمين، وبعد: فإن مسألة المسح على الجوربين هي مسألة اجتهادية بين العلماء، حيث منع معظمهم ذلك، بينما أجازه البعض الآخر بشرط ان تكون الجوارب مغطيات للقدم وسُميكات حتى لا تنفذ المياه إلى القدمين. ومن هؤلاء الذين أجازوا المسح، هناك من لم يشترط وجود هذه الشروط الدقيقة مثل عمر بن الخطاب وعبد الله بن عمر رضي الله عنهما. وبالتالي، إذا اختارت المرء اتباع رأي عالم معين فهذا جائز أيضاً.

ومن ناحية أخرى، حددت الأحاديث النبوية الكريمة فترة زمنية محددة للمسح وهي يوم وليلة بالنسبة للمقيم وثلاثة أيام بما فيها الليالي للمسافر. وهذا يعني أنه يجب التقيد بهذا الحد الزمني بغض النظر عن السنّة الفقهية التي يتم اتباعها. ولذلك، فإن الأفضل حالياً هو الامتناع عن المسح لأكثر من يوم واحد إذا كنتِ ساكنةً. أما بالنسبة للأوقات السابقة عندما كانت الفترة تتعدى اليوم الواحد، إذا تم تحديد تلك الصلوات بشكل دقيق ومحدود، فتكون الأحوط إعادة أدائها مرة أخرى. ومع عدم القدرة على التحديد الدقيق، يمكن القول بأنه ليس هنالك ضرورة لإعادة تلك الصلوات بناءً على فهم طبيعة الأمر الاجتهادي واتجاهه نحو الاتفاق العام. نسأل الله الهداية والثبات لكل مسلم ومuslima.