التوازن بين أحلام الواقعية والتطبيق العملي

تناولت المحادثة نقاشاً متشعب الأبعاد حول كيفية توازن بين طموحات الحياة الروحية والإبداعية واحتياجات الواقع العملي. بدأ النقاش مع سناء الريفي التي عبرت

- صاحب المنشور: أسيل القبائلي

ملخص النقاش:
تناولت المحادثة نقاشاً متشعب الأبعاد حول كيفية توازن بين طموحات الحياة الروحية والإبداعية واحتياجات الواقع العملي. بدأ النقاش مع سناء الريفي التي عبرت عن اقتناعها الجزئي بفكرة زبير البرغوثي بشأن ضرورة التطبيق العملي للأفكار. لكنها طرحت تساؤلات حول "الأحلام"، معتبرة أنها جزء أساسي من السعي نحو الحرية الشخصية ولا ينبغي التضحية بها تحت اسم "الواقع". هنا تدخل عواد بوزيان للدفاع عن أهمية المواجهة الواقعية للمشاكل المالية والسياسية، منتقداً ما وصفه بالهروب إلى عالم روحي وإبداعي غير قابل للتطبيق. وردّت سناء الريفي بإعادة التأكيد على دور العناصر الروحية والإبداعية كأدوات مقاومة حاسمة ضد البيئة السياسية والمالية الصعبة. وأشارت راغدة المهنا إلى أن الثروة الداخلية والتحرر الروحي أمر حيوي في مواجهة الضغوط الاجتماعية والاقتصادية. ثم أعادت سناء بن لمو تأكيد نفسها رفض التصنيف السلبي للسلوك الروحي والإبداعي كتجنب للواقع، موضحة أن هذه الجوانب تمثل جسر عبور نحو مستقبل أفضل. ثم زاد عواد بوزيان من موقفه، مضيفاً أن الحرية الروحية والمعرفية أصبحت محور النضال ضد الظلم الاقتصادي والسياسي، داعياً لاستخدام الإبداع كأسلوب قوي للتغيير. ومن جهتها، شددت راغدة المهنا على أهمية عدم التقليل من قدرات التفكير الخارجي الصندوق واستعمال الإبداع كمدخل لتحرير فعلي. وفي مرحلة لاحقة, اقترحت حميدة الودغيري أن التركيز الشديد على الأهداف الغامضة والروحية قد يؤدي إلى نتائج ضارة. فهي تفضل توصيل هذه الأهداف بالأهداف الواقعية العملية والقابلة للتنفيذ، وذلك تجنباً للشعارات الفارغة. وجاء الرد مرة أخرى من عواد بوزيان الذي دعا لإيجاد طريق شامل يتضمن كل الجوانب الروحية والعقلانية ويحقق تغييرا ذات تأثير مباشر. وفي نهاية المناظرة, أكدت شروق بن جلون على ضرورة التحول من التشجيع اللغوي إلي العمل العملي، مهيبة باستراتيجيات مدروسة تحقق استقلالية مادية وروحية. بتسجيل ختامي, يبدو واضحاً أن الاحترام المتبادل لجميع الآراء، سواء كانت تتعلق بالسعي الروحي والأيديولوجيات المُثلى أم الخطط العملياتية практиّة، مطلوبٌ بغرض الوصول لحياة مُتكاملة أكثر غنى وروعة.

عبدالناصر البصري

16577 مدونة المشاركات

التعليقات