في عالم الأعمال، قد يشعر البعض بالإحباط بسبب ما يعتبرونه تأخراً في الحصول على فتاوى شرعية، خاصة عندما يتعلق الأمر بمشاريع تتطلب سرعة التنفيذ. ومع ذلك، يجب أن نتذكر أن الفتاوى الشرعية لا تهدف إلى عرقلة التقدم، بل إلى توجيهه وفقًا لمبادئ الإسلام.
الفتاوى الشرعية ليست مجرد آراء شخصية، بل هي ميزان يعتمد على الأدلة الشرعية وأقوال العلماء. عندما يطلب المسلمون فتوى، فإنهم يبحثون عن توجيه شرعي يضمن أن أفعالهم تتوافق مع تعاليم الإسلام. هذا التوازن بين الإسراع في تنفيذ المشاريع والالتزام بالشرع هو ما يجعل الفتاوى مهمة.
في الإسلام، لا يمكننا أن نضبط الشرع وفقًا لهوايانا، بل يجب أن نضبط حياتنا بميزان الشرع. قال الله تعالى: "وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا" (الأحزاب: 36). هذا يعني أن الخير والفلاح والسعادة كلها في ما اختاره الله وأذن فيه، بينما الغرم والخسارة والشقاء عياذا بالله في ما حرمه ونهى عنه.
لذلك، عندما نطلب فتوى، يجب أن نكون على يقين بأن مصلحتنا في امتثال ما أمرنا به واجتناب ما نهينا عنه. قد نكره شيئا وهو خير لنا، وقد نحب شيئا وهو شر لنا، ولكن الله يعلم وما نحن إلا مخلوقون لا نعلم.
في الختام، يجب أن ندرك أن الفتاوى الشرعية ليست ضدنا، بل هي دليل لنا على الطريق الصحيح. يجب أن نتعامل معها كمرشدين لنا نحو حياة متوازنة ومباركة وفقًا لتعاليم الإسلام.