بعد الاستشارة مع الفقهاء والمختصين بالأحكام الدينية، إليك توضيحاً مفصلاً حول وضعك الحالي:
لقد بذلت مجهوداً صادقاً في محاولة مكافحة الغيبة، وهي صفة سيئة تؤذي الآخرين وتضر بصاحبها أمام الله عز وجل. ومع ذلك، قد وقعتي في شبكة النذر عندما كنت تحت وطأة الضغط النفسي بسبب هموم الحياة اليومية. الآن، بعد التعرف على حكم النذر وفق الشريعة الإسلامية، تشعرين بالقلق بشأن وفائك بهذا الوعد المكتوب لنفسك.
الأولوية هنا هي فهم أن النذر الذي قطعتيه ليس عقبة أمام جهودك للتوقف عن الغيبة؛ فهو في الواقع يدعم مساعيكم نحو التحسن الروحي. باعتبارك مؤمنة ملتزمة بإرشادات الدين الإسلامي، فإن أولويتك القصوى ينبغي أن تكون تحقيق الطاعات ومجاهدة الذات لتحقيق رضا الخالق.
وفق ما ورد في الحديث النبوي الشريف "مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ"، يشجع النصوص الدينية المسلمين على الالتزام بالأمانات والقسمات التي قطعوها لأنفسهم عند الدعاء والتوجه لله طلباً للمساعدة ضد الخطايا والشيطان. وبالتالي، حتى وإن كان لديك شكوك حول قدرتك على الوفاء بالتزامك تماماً كما خططت له قبل معرفتك بحقيقة الأحكام المتعلقة بالنذر، لا زال واجباً عليك القيام بما تستطيعينه ضمن حدود الاحتمالات المعقولة والصواب شرعياً.
النذر المعلّق -وهو نوع النذر الذي تعهدت به سابقاً- يؤكد أهميته حين يتحقق شرط طلاق العنوسة الخاص بك. وفي هذه الحالة، ستلزَم بتطبيق الفردتين المشار إليهما في قصتك بدقة حسب التعليمات المقدمة عبر الرسالة الأصلية لهذه الفتوى. وهذه مسؤوليتك كمسلمة مسؤولة وقادرة على اتخاذ قراراتها الخاصة بحرية وصراحة بدون القيود المفروضة نتيجة عدم علم سابق بجوانب مختلفة للشريعة ذات الصلة.
وأخيراً، بينما تعتبر حرية الانسحاب من نوايا الخير أمر مرغوب فيه عموماً لدى العديد من الثقافات الإنسانية الأخرى، إلّا أنها ليست كذلك بالنسبة لمسلمات مثل حالتك. فهناك رابط وثيق بين إيمان المرء واستقامته الأخلاقية تجاه نفسه وعبادة رب العالمين الواحد الحق والخالق الوحيد لكل البشر جميعاً. لذلك، بدلاً من الرغبة الملحة برمي عبء التغيير الإيجابي جانبًا بمجرد شعورك بالإرهاق المؤقت، ادفعي بروح قتال داخلك لتغلب تلك المشاعر بالسعي دومًا للاستزادة من أعمال البر والاستقامة الدائمة بغض النظر عن ظروف حياتك الخارجية وظروف تأثر بها تفكيرك الداخلي عرضيًا. دمت مباركة دائماً!